يُفضّل تجنّب الاستلقاء فورًا بعد تناول الطعام، حيث يمكن أن يؤثر ذلك على عملية الهضم ويسبب مشكلات صحية مثل الارتجاع الحمضي، ورغم أن الاستلقاء لا يؤدي بالضرورة إلى أضرار فورية، فإن اتخاذ وضعية مستقيمة بعد الأكل يساعد الجسم على هضم الطعام بكفاءة أكبر، مستفيدًا من تأثير الجاذبية في تسهيل انتقاله عبر الجهاز الهضمي.
كيف يؤثر الاستلقاء على الهضم؟
تعتمد عملية الهضم على سلسلة من الانقباضات التي تنقل الطعام عبر الجهاز الهضمي، حيث تقوم المعدة بتحويل الطعام إلى مزيج شبه سائل قبل أن ينتقل إلى الأمعاء لامتصاص العناصر الغذائية وعند الجلوس أو المشي بعد الأكل، تساعد الجاذبية في الحفاظ على استقرار محتويات المعدة.
لكن عند الاستلقاء فورًا بعد تناول الطعام، قد يؤدي ذلك إلى ارتجاع أحماض المعدة نحو المريء، مما يسبب الإحساس بالحرقة وعدم الراحة، ويُعرف هذا الأمر طبيًا باسم الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، والذي قد يتحول إلى مشكلة مزمنة إذا استمرت العادة لفترات طويلة.
مخاطر الاستلقاء بعد الأكل
زيادة خطر الارتجاع الحمضي: إذ يصبح حمض المعدة أكثر عرضة للصعود إلى المريء عند الاستلقاء.
بطء عملية الهضم: مما قد يؤدي إلى الشعور بالانتفاخ والثقل في المعدة.
الإحساس بالخمول: حيث يتطلب الجسم وقتًا لهضم الطعام، والاستلقاء قد يؤدي إلى الشعور بالتعب بدلًا من النشاط.
ما الحل الأمثل بعد تناول الطعام؟
ينصح الأطباء بالانتظار من ساعتين إلى ثلاث ساعات قبل الاستلقاء للسماح للمعدة بإفراغ محتوياتها.
بدلاً من ممارسة التمارين الشاقة بعد الأكل، يُفضل المشي الخفيف، حيث يساعد ذلك في تحفيز عملية الهضم وتنظيم مستويات السكر في الدم.
إذا كنت بحاجة للاستلقاء، فمن الأفضل رفع الجزء العلوي من الجسم باستخدام الوسائد لتقليل تأثير أحماض المعدة على المريء.
متى يكون الاستلقاء ضروريًا؟
في بعض الحالات، قد يكون الاستلقاء بعد الطعام ضروريًا، خاصة للأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية معينة مثل ضغط الدم المنخفض أو التعب المزمن في هذه الحالات، يُنصح بالاستلقاء بشكل مائل بحيث يكون الرأس والصدر مرتفعين قليلاً عن مستوى المعدة.