أثار مسلسل “معاوية” جدلاً واسعًا منذ بدء عرضه في شهر رمضان الحالي، وتزايدت حدة الانتقادات بعد بث الحلقة الثالثة. يُركز المسلسل على سيرة الخليفة الأموي الأول، معاوية بن أبي سفيان، ويسلط الضوء على فترة الفتنة الكبرى التي أعقبت مقتل الخليفة عثمان بن عفان.
إسلام بحيري وانتقاداته اللاذعة
برز الباحث والمفكر المصري، إسلام بحيري، كأحد أبرز المنتقدين للمسلسل. في تصريحات حديثة، أشار بحيري إلى عدة نقاط جدلية تتعلق بشخصية معاوية بن أبي سفيان، مؤكدًا على ضرورة إعادة النظر في بعض المفاهيم التاريخية المرتبطة به:
-
معاوية ليس من المهاجرين أو الأنصار: أوضح بحيري أن معاوية أسلم يوم فتح مكة، وبالتالي لا يُعتبر من السابقين الأولين من المهاجرين أو الأنصار.
-
عدم صحة لقب “كاتب الوحي”: أكد بحيري أن معاوية لم يكن كاتبًا للوحي، بل كان يُجيد الكتابة فقط، ولم يثبت أنه كتب آية واحدة من القرآن.
-
رفض ألقاب التكريم التقليدية: شدد بحيري على أنه لا يصح وصف معاوية بـ”سيدنا” أو “رضي الله عنه”، حيث أن هذه الألقاب تُمنح للسابقين في الإسلام والمهاجرين والأنصار، ومعاوية ليس منهم.
-
لقب “خال المؤمنين”: انتقد بحيري استخدام هذا اللقب لمعاوية، معتبرًا أنه لا يوجد سند شرعي لهذا الوصف.
هذه الانتقادات تأتي في سياق الجدل المستمر حول تقديم الشخصيات التاريخية في الأعمال الدرامية، وضرورة الالتزام بالدقة التاريخية وتقديم روايات متوازنة.
ردود الفعل المتباينة
أثارت تصريحات بحيري ردود فعل متباينة بين الجمهور والنقاد:
-
مؤيدون: يرى البعض أن انتقادات بحيري تُسلط الضوء على ضرورة مراجعة الروايات التاريخية وتقديمها بشكل موضوعي بعيدًا عن التمجيد غير المستند إلى حقائق.
-
معارضون: في المقابل، يعتبر آخرون أن هذه الانتقادات تُثير الفتنة وتُعيد فتح جراح الماضي، مؤكدين على أهمية التركيز على الجوانب الإيجابية من التاريخ الإسلامي.
المسلسل بين الجدل والإقبال الجماهيري
بالرغم من الجدل المثار، يحقق مسلسل “معاوية” نسب مشاهدة عالية، مما يعكس اهتمام الجمهور بالأعمال التاريخية ورغبتهم في التعرف على فترات مفصلية من التاريخ الإسلامي. ومع ذلك، يُبرز هذا الجدل التحديات التي تواجه صناع الدراما في تقديم محتوى تاريخي يُرضي مختلف الأطياف الفكرية والثقافية.