بدأت مصر في التوسع بزراعة البيكان، أحد أنواع المكسرات الفاخرة المعروفة عالميًا باسم الجوز الأمريكي، والذي يتميز بقيمته الغذائية العالية واستخداماته المتعددة في الصناعات الغذائية والطبية وعلى الرغم من أن زراعته في مصر تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي، فإنها لم تنتشر بشكل واسع إلا مؤخرًا مع تزايد الاهتمام بالمحاصيل الاقتصادية ذات العائد المرتفع.
ما هو البيكان؟
يُعرف البيكان بأنه شجرة معمرة ضخمة، تنتمي إلى عائلة الجوزيات، ويتميز بثمار غنية بالزيوت الصحية والفيتامينات والمعادن تنمو هذه الأشجار بشكل أفضل في التربة جيدة الصرف، سواء كانت رملية أو طينية خفيفة، وتتحمل درجات حرارة مرتفعة، لكنها تحتاج إلى برودة معتدلة خلال فصل الشتاء لتحفيز النمو، حيث تُعد درجة الحرارة المثالية لنموها بين 20 و35 درجة مئوية.
تاريخ زراعة البيكان في مصر
وفقًا للتقارير الزراعية، بدأت زراعة البيكان في مصر بشكل تجريبي في سبعينيات القرن الماضي، عندما تم استيراد أصناف من الولايات المتحدة وزراعتها في مزارع قها والقناطر الخيرية وقد أظهرت هذه التجارب نجاح الأشجار في التأقلم مع المناخ المصري، وأثبتت ثمارها جودة عالية من حيث الحجم والطعم.
إنتاجية الأشجار وفترة الحصاد
تُعد أشجار البيكان من المحاصيل طويلة العمر، إذ يمكنها الاستمرار في الإنتاج لعقود، مما يجعلها استثمارًا زراعيًا مربحًا يمكن توريثه للأجيال القادمة، وتبدأ الشجرة في الإثمار بعد 5 إلى 10 سنوات من زراعتها، ويُعرف وقت الحصاد عند تشقق القشرة الخارجية للثمار وسقوطها على الأرض.
وفيما يتعلق بالكثافة الزراعية، أوضحت الدراسات أن الفدان الواحد لا يستوعب أكثر من 40 شجرة بيكان نظرًا لحجمها الكبير، وهو ما يتطلب ريًا منتظمًا خاصة خلال السنوات الأولى من الزراعة لضمان نموها بشكل صحي.
التحديات التي تواجه زراعة البيكان في مصر
على الرغم من نجاح زراعة البيكان في مصر، إلا أن هناك بعض التحديات التي تعيق انتشاره على نطاق واسع، أبرزها:
الفترة الطويلة التي تحتاجها الأشجار لبدء الإنتاج، والتي تصل إلى 10 سنوات في بعض الحالات.
تفاوت تكيف بعض الأصناف مع المناخ المصري، مما يتطلب دراسات دقيقة لاختيار الأنواع الأكثر ملاءمة.
الحاجة إلى برامج تسميد ورش دورية لمكافحة الآفات، مثل سوسة الجوز، التي قد تؤثر على الإنتاجية وجودة الثمار.
توصيات وزارة الزراعة لزيادة الإنتاجية
أصدر معهد بحوث البساتين مؤخرًا مجموعة من التوصيات الفنية التي تساعد في تحسين إنتاجية أشجار البيكان، من بينها:
تطعيم الشتلات خلال شهر فبراير باستخدام طريقة التطعيم بالقلم، لضمان الحصول على إنتاجية عالية.
تقليع الشتلات في أواخر فبراير ونقلها إلى البستان المستديم بعد تقليم الجذور وإزالة الأجزاء التالفة.
الالتزام ببرامج الري والتسميد المنتظم للحفاظ على صحة الأشجار وضمان إنتاج وفير خلال سنوات الحصاد.