يعد سؤال “هل الصيام على جنابة مقبول وصحيح أم يفطر؟” من الأسئلة التي تثير اهتمام الكثير من الأزواج، وخاصة الذين يتكاسلون عن الاغتسال من الجنابة ويستمرون في النوم حتى الصباح، ومع دخول شهر رمضان يزداد تساؤلات الناس عن بعض الأمور الفقهية، حيث يريدون معرفة ما إذا كان صيامهم صحيحًا أم لا، وإذا كان عليهم القضاء أو دفع فدية؟
هل الصيام على جنابة صحيح؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الصيام في حالة الجنابة مقبول وصحيح إذا أصبح الشخص جنبًا في نهار رمضان، بشرط أن يغتسل قبل أداء الصلاة، مؤكدة أنه ليس من الواجب الاغتسال من الجنابة قبل بداية الصيام، بل يمكن تأخير الغسل حتى بعد طلوع الشمس. فالغسل ليس شرطًا لصحة الصيام، لكنه شرط لصحة الصلاة وقراءة القرآن.
وأشارت إلى أن من أصبح جنبًا بسبب الجماع أو الاحتلام أو إفرازات ليلًا، فإن صيامه يكون صحيحًا ولن يؤثر عليه تأخير الغسل حتى بعد الفجر. وأكدت أنه لا يجب أن يترتب على تأخير الغسل تفويت الصلاة المفروضة، إذ أن تأخير الغسل حتى ما بعد وقت الفجر قد يترتب عليه تأخير الصلاة وهو ما يجب تجنبه.
الغسل قبل الصلاة
من المهم أن يغتسل الشخص الجنب لكي يؤدي صلاة الفجر في وقتها، كما يجب أن يغتسل قبل أداء باقي الصلوات. وفي حال الاغتسال من الجنابة، يمكن أداء الصلاة دون الحاجة إلى وضوء، بما أن الغسل يكفي عن الوضوء بشرط استحضار نية الوضوء أثناء الغسل.
وفي حال تأخر الغسل إلى وقت متأخر، فقد يفوت الشخص صلاة الفجر في وقتها، ما يجعله في حالة من التقصير في أداء عبادته. وعليه يجب الإسراع بالغسل حتى يتمكن من أداء الصلاة في وقتها والقيام بواجباته الدينية الأخرى مثل قراءة القرآن.
ومن أصبح على جنابة، لا يجوز له أداء الصلاة حتى يغتسل، لأن الطهارة من الجنابة هي شرط لصحة الصلاة. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “لا تقبل صلاة بغير طهور”. كما يحرم عليه مس المصحف أو أي ورقة مكتوب عليها القرآن الكريم حتى يتم الطهارة.
الملائكة وبيوت الجنب
نبهت دار الإفتاء إلى الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة ولا كلب ولا جنب”. فالجنب الذي يتهاون في الغسل أو يؤخره عن وقت الصلاة يتسبب في نفور ملائكة الرحمة والبركة من المنزل. ولذا، يجب على المسلم الإسراع في الغسل حتى لا يتسبب في تأخير الصلاة أو في نفور الملائكة من المكان.