نوة الحسوم .. تشهد البلاد خلال الأيام المقبلة حالة من التقلبات الجوية الحادة نتيجة تأثرها بمنخفض جوي قوي، مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة وسقوط أمطار متفاوتة الشدة على مناطق مختلفة. يأتي ذلك تزامنًا مع الاستعداد لاستقبال نوة الحسوم، التي تعد من أشد وأطول النوات الشتوية التي تضرب المدن الساحلية سنويًا، وتحديدًا في محافظة الإسكندرية، حيث ينتظر المواطنون هذه الظاهرة المناخية القاسية التي عادة ما تصاحبها أمطار غزيرة، رياح عاتية، وانخفاض كبير في درجات الحرارة.
ارتفاع مؤقت في درجات الحرارة قبل وصول المنخفض الجوي
صرّح الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن البلاد تشهد حاليًا ارتفاعًا مؤقتًا في درجات الحرارة، حيث تسجل القاهرة اليوم الإثنين 3 مارس درجة حرارة عظمى تبلغ 24 درجة مئوية، بينما ترتفع أكثر في المحافظات الجنوبية. وأوضح أن الطقس خلال هذه الفترة يكون دافئًا نهارًا ومائلًا للحرارة على جنوب البلاد، مع رياح خفيفة وانعدام فرص سقوط الأمطار، إلا أن هذه الأجواء الدافئة لن تستمر طويلًا مع بدء تأثير المنخفض الجوي على البلاد.
تأثير المنخفض الجوي يبدأ مساء الثلاثاء 4 مارس
وفقًا لتوقعات الأرصاد الجوية، فإن تأثير المنخفض الجوي يبدأ يوم الثلاثاء 4 مارس، حيث تتكاثر السحب على السواحل الشمالية الغربية، مما يؤدي إلى هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة على مناطق مثل مرسى مطروح والإسكندرية، وقد تمتد بشكل محدود إلى بعض محافظات الوجه البحري.
اشتداد المنخفض الجوي وسقوط أمطار رعدية
بحلول يومي الأربعاء 5 مارس والخميس 6 مارس، يشتد تأثير المنخفض الجوي ليشمل مناطق أوسع من البلاد، حيث تتزايد فرص تساقط الأمطار لتشمل القاهرة الكبرى، شمال الصعيد، ومدن القناة. ومن المتوقع أن تكون الأمطار رعدية أحيانًا، خاصة على السواحل الشمالية ومدن الوجه البحري. كما تمتد الأمطار بشكل أقل حدة إلى بعض المناطق الجنوبية، بما في ذلك القاهرة الكبرى.
عودة الطقس البارد وانخفاض درجات الحرارة
أكد القياتي أن البلاد ستشهد انخفاضًا واضحًا في درجات الحرارة بدءًا من يوم الأربعاء، حيث ستعود إلى معدلاتها الطبيعية، مع تسجيل العظمى نحو 20 – 21 درجة مئوية، بينما تنخفض الصغرى إلى 10 أو 11 درجة مئوية. ومن المتوقع أن يكون الطقس شديد البرودة ليلًا، مع نشاط ملحوظ للرياح يزيد من الإحساس بالبرودة، خصوصًا في المناطق المكشوفة.
نوة الحسوم 2025.. الظاهرة المناخية الأشد هذا العام
تستعد محافظة الإسكندرية لاستقبال نوة الحسوم، التي تعتبر من أطول وأقوى النوات الشتوية التي تضرب المدن الساحلية. وبحسب تقويم النوات الصادر عن الهيئة العامة لميناء الإسكندرية، فإن نوة الحسوم تبدأ في 9 مارس 2025 وتستمر لمدة 7 أيام متواصلة، عادة ما تكون مصحوبة برياح شديدة، أمطار غزيرة، وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، مما يؤدي إلى اضطرابات جوية كبيرة تؤثر على الحياة اليومية والملاحة البحرية.
استعدادات الإسكندرية لمواجهة نوة الحسوم
وجّه الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، برفع درجة الاستعداد القصوى في كافة الأجهزة التنفيذية بالمحافظة لمواجهة حالة عدم الاستقرار الجوي المصاحبة لـ نوة الحسوم.
إجراءات الصرف الصحي لمواجهة آثار نوة الحسوم
أكد اللواء محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، أنه تم اتخاذ عدة تدابير لضمان التعامل السريع مع أي تجمعات لمياه الأمطار خلال نوة الحسوم، ومن بين هذه الإجراءات:
- نشر 180 سيارة ومعدة لسحب المياه في 104 نقاط ساخنة معروفة بتجمعات المياه.
- تخفيض منسوب البيارات في 200 محطة رفع ومعالجة لاستيعاب مياه الأمطار.
- تكثيف عمليات تطهير 140 ألف شنيشة ومطبق لضمان تصريف مياه الأمطار بشكل سريع.
- إيقاف جميع الراحات ورفع حالة الطوارئ على مدار الساعة في غرفة العمليات.
نصائح لمواجهة التقلبات الجوية ونوة الحسوم
- ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة، خاصة خلال ساعات الليل والصباح الباكر.
- متابعة النشرات الجوية لمعرفة تطورات الطقس أولًا بأول.
- الحذر أثناء القيادة، خصوصًا على الطرق السريعة التي قد تتأثر بسقوط الأمطار.
- تجنب التواجد في الأماكن المفتوحة أثناء حدوث الرعد والبرق.
نوة الحسوم وتأثيرها على الأنشطة اليومية
تشكل نوة الحسوم تحديًا كبيرًا لسكان المدن الساحلية، حيث تتسبب في اضطرابات جوية تؤثر على الأنشطة اليومية، وخصوصًا في مجال الصيد والملاحة البحرية. ومن المتوقع أن تؤدي نوة الحسوم إلى إغلاق بعض الموانئ البحرية مؤقتًا بسبب الرياح العاتية وارتفاع الأمواج، مما قد يؤثر على حركة النقل البحري في سواحل البحر المتوسط.
لماذا تُعتبر نوة الحسوم من أشد النوات؟
نوة الحسوم تكتسب شهرتها وقوتها من كونها:
- واحدة من أطول النوات الشتوية، حيث تستمر 7 أيام متتالية.
- تصاحبها رياح قوية تؤدي إلى اضطرابات في الطقس والملاحة.
- تتسبب في انخفاض درجات الحرارة بشكل حاد، مما يجعل الأجواء أكثر برودة.
- تؤثر بشكل كبير على المدن الساحلية، خاصة الإسكندرية.
الاستعدادات النهائية لمواجهة نوة الحسوم 2025
مع اقتراب موعد نوة الحسوم، تتخذ الجهات المختصة كافة التدابير اللازمة للتعامل مع تأثيراتها المحتملة. وقد أكدت الجهات التنفيذية في الإسكندرية على ضرورة استعداد المواطنين واتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الظروف الجوية القاسية المتوقعة خلال نوة الحسوم.
تبقى نوة الحسوم من الظواهر المناخية السنوية التي تتطلب استعدادًا خاصًا، حيث يشهد شهر مارس دائمًا هذه التقلبات الجوية العنيفة، مما يجعل الجميع في حالة ترقب لما ستشهده الأيام المقبلة من تغيرات مناخية.