“ضاع عمرنا احنا فاهمين غلط”..عمرك سألت نفسك ليه بنعمل الملوخية بالأرانب؟!.. «وراها قصة وكانت رمز للتمرد»

هل خطر ببالك يومًا وأنت تتناول طبق الملوخية بالأرانب، لماذا هذا الاقتران تحديدًا؟ ولماذا الأرانب دون غيرها من اللحوم؟ ومن هو أول من ابتكر هذا الطبق المصري الشهير الذي لن تجده إلا في مصر؟ الحقيقة أن وراء هذا المزيج الشهي قصة طويلة، لم يأتِ بمحض الصدفة. دعونا نبحر معًا في تاريخ الملوخية بالأرانب.

الملوخية.. من نبتة مهجورة إلى أيقونة المطبخ المصري

تعود جذور الملوخية إلى العصور الفرعونية، حيث كان المصريون القدماء يعتقدون أنها نبات سام بسبب أوراقه المتداخلة، بل إن الغزاة الهكسوس أجبروا المصريين على تناولها كنوع من الإهانة. ولكن مع مرور الوقت، تحولت الملوخية إلى وجبة مفضلة، فأحبها المصريون وأتقنوا طهيها، حتى أصبحت عنصرًا أساسيًا في المطبخ المصري، خاصة أنها سهلة التحضير ولا تحتاج إلى مضغ كثير.

الأرانب في مصر.. من موائد الملوك إلى بيوت العامة

عشق المصريون الأرانب منذ القدم، وارتبطت تربيتها وطهوها بمحافظة الشرقية التي كانت عاصمة مصر الفرعونية، حيث كانت الأرانب طعامًا مفضلًا للنبلاء والملوك. ومع مرور الزمن، انتشرت تربية الأرانب بين عامة الشعب، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من المائدة المصرية، خاصة خلال فترات ارتفاع أسعار اللحوم الأخرى.

كيف اجتمعت الملوخية مع الأرانب؟

في العصر الفاطمي، تعرض المصريون لمنع تناول الملوخية، لكنهم لم يتخلوا عنها، وواصلوا طهوها سرًا. ووفقًا لما ذكره الجبرتي، فإن إحدى السيدات قررت إعداد الملوخية بمرق الأرانب بدلًا من الدجاج، وبذلك نشأت هذه الوصفة الشهيرة، وانتشرت بين المصريين لتصبح طبقًا تقليديًا يعكس تمسكهم بعاداتهم الغذائية.

الملوخية بالأرانب.. وجبة سهلة التحضير

تحضير الملوخية بالأرانب لا يحتاج إلى مجهود كبير؛ حيث يتم سلق الأرانب وتقطيعها إلى قطع متوسطة، ويمكن تحميرها أو إضافتها مباشرة إلى الملوخية. تُطهى الملوخية بالطريقة المعتادة، حيث يُشوح الثوم مع الكزبرة حتى تفوح رائحتهما، ثم يُضاف مرق الأرانب، مع التقليب المستمر حتى يتجانس الخليط. وأخيرًا، توضع قطع الأرانب داخل الملوخية، إما في طبق التقديم أو داخل طاجن صغير، لتُصبح جاهزة للاستمتاع بها.