في قلب غابات الأمازون المطيرة، حيث الطبيعة ما زالت تخبئ أسرارها، تمكن العلماء من اكتشاف ثعبان عملاق يفوق كل التوقعات، حيث الأناكوندا الخضراء الشمالية، التي يصل طولها إلى 8 أمتار ويبلغ وزنها 200 كجم، فقد أصبحت حديث الأوساط العلمية، إذ يطلق عليها الآن لقب “أسطورة الأفلام” لحجمها الذي يفوق التصور، حتى أن رأسها يعادل تقريبًا حجم رأس الإنسان العادي.
العلماء في مواجهة الأناكوندا العملاقة
لم يكن الاكتشاف وليد الصدفة، بل جاء نتيجة رحلة استكشافية قادها البروفيسور فليك فانك، عالم الأحياء الشهير ومقدم البرامج الوثائقية عن الحياة البرية، فخلال مغامرته في مياه الأمازون، وجد نفسه وجها لوجه مع الأفعى الضخمة، لكن بدلاً من الخوف، انطلق ليستكشف هذا الكائن المذهل عن قرب.
وبالتعاون مع فريق مكون من 14 عالمًا من تسع دول مختلفة، تمكن فانك من توثيق هذا الاكتشاف، ليؤكد للعالم أن الطبيعة لا تزال تحمل في جعبتها مفاجآت مذهلة، حيث ان الأناكوندا الخضراء تعرق بأنها أحد عمالقة الزواحف في أمريكا الجنوبية، لكن المفاجأة الأكبر جاءت عندما كشف العلماء عن وجود اختلاف جيني بنسبة 5.5% بين هذه الأفعى والأنواع الأخرى من الأناكوندا، وهي نسبة تفوق الفرق الجيني بين الإنسان والشمبانزي الذي لا يتجاوز 2%.
هذا النوع الجديد، الذي يطلق عليه اسم “Eunectes akayima”، يعد إضافة علمية استثنائية، لكنه في الوقت نفسه يواجه خطر الانقراض بسبب التغيرات المناخية والتعديات البشرية على موطنه الطبيعي.
الحفاظ على الأناكوندا العملاقة
مع فقدان أكثر من 20% من مساحة غابات الأمازون بسبب إزالة الأشجار والتغيرات البيئية المتسارعة، يصبح الحفاظ على مثل هذه الكائنات مسألة ملحة، فالأناكوندا العملاقة ليست مجرد مخلوق مذهل، بل هي جزء أساسي من التوازن البيئي للمنطقة، ولذلك يدعو البروفيسور فانك وفريقه إلى تكثيف الجهود العالمية لحماية هذه الغابات المطيرة، ليس فقط من أجل الأناكوندا، بل للحفاظ على النظام البيئي بالكامل.