في خطوة رائدة نحو الاستدامة، نجحت تعاونية صغيرة بالقرب من تولوز، جنوب غربي فرنسا، في إعادة إحياء العبوات الزجاجية عبر غسلها بدلاً من إعادة تدويرها، مما يقلل استهلاك الطاقة ويحافظ على البيئة، وتقول جودي مارتان، مديرة التعاونية “كونساين اب”، إن إعادة الاستخدام توفر 80% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مقارنة بإعادة التدوير التقليدية، حيث تستهلك عملية صهر الزجاج في الأفران كميات هائلة من الطاقة.
عملية تنظيف متطورة للعبوات الزجاجية
- داخل المصنع، يعمل خمسة موظفين، معظمهم نساء دون الثلاثين، وسط ضجيج الآلات وأحزمة النقل التي تحمل الزجاجات المستعملة.
- يتم جمع العبوات من المتاجر الشريكة مقابل 30 سنتًا لكل زجاجة، وهي ممارسة كانت شائعة في فرنسا حتى الثمانينات.
- بعد إدخال الزجاجات في آلة غسل ضخمة مستوردة من إيطاليا، يتم نقعها في ماء ساخن بدرجة 80 مئوية، ثم تطهيرها وشطفها وتجفيفها، قبل أن تخضع لمعاينة دقيقة لضمان نظافتها وجاهزيتها للاستخدام مجددًا.
نحو مستقبل أكثر استدامة
بفضل هذه التقنية، يمكن إعادة استخدام كل زجاجة حتى 30 مرة، مما يقلل الحاجة إلى إنتاج زجاج جديد يتطلب حرارة تزيد عن 1000 درجة مئوية وساعات طويلة من الصهر، وأظهرت دراسات الوكالة الفرنسية للتحول البيئي أن إعادة الاستخدام تقلل استهلاك الطاقة بنسبة 76%، وتخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 79% لكن رغم الفوائد البيئية، لا تزال إعادة التدوير تحظى بدعم أكبر من إعادة الاستخدام، مما يفرض على التعاونية توسيع نشاطها بسرعة، مع خطة لغسل مليون زجاجة بحلول 2026.