في واحدة من أغرب حالات الولادة التي شهدها العالم، أنجبت سيدة توأمًا بفاصل زمني غير مسبوق بلغ 87 يومًا بين الطفلين، مما أثار دهشة الأطباء والمجتمع الطبي هذه الحالة الاستثنائية لم تكن متوقعة على الإطلاق، وطرحت العديد من التساؤلات حول كيفية حدوثها ومدى ندرتها في عالم الطب.
بداية القصة: مفاجأة غير متوقعة
بدأت القصة عندما كانت السيدة “جينيفر” في شهرها السادس من الحمل، حين لاحظت أعراضًا غير مألوفة دفعتها إلى مراجعة الأطباء رغم أن الفحوصات الأولية أظهرت حملها بتوأم، إلا أن تطورات لاحقة كشفت مفاجأة مذهلة لم يكن أحد يتوقعها.
عند إحدى الزيارات الطبية، لاحظ الأطباء أن أحد الأجنة قد توقف عن النمو جزئيًا في مرحلة مبكرة، بينما استمر الآخر في التطور بشكل طبيعي هذا التوقف الجزئي جعل الجنين الآخر يبدو وكأنه جزء من الحمل الأساسي، لكنه بدأ يستعيد نموه بعد عدة أسابيع، ليخلق حالة نادرة في عالم الطب.
التفسير العلمي: كيف يمكن حدوث ذلك؟
تُعرف هذه الظاهرة الطبية باسم “الحمل المزدوج” أو “التخصيب المتأخر” (Superfetation)، وهي حالة نادرة جدًا تحدث عندما تحمل المرأة مرتين في فترات متباعدة، مما يؤدي إلى وجود جنينين بأعمار حمل مختلفة داخل الرحم نفسه في حالة جينيفر، استمر الطفل الثاني في النمو بعد الولادة الأولى، ليولد بفارق 87 يومًا عن شقيقه التوأم.
ولادة التوأم في توقيتين مختلفين
عندما حان وقت الولادة، جاءت المفاجأة الكبرى؛ حيث وُلد الطفل الأول في موعده المتوقع، بينما كان الطفل الثاني لا يزال في مرحلة نمو متقدمة، لكنه لم يصل إلى مرحلة الولادة بعد. ومع مرور الأسابيع، استمر الحمل بالطفل الثاني حتى أصبح جاهزًا للولادة، مما جعل الأطباء أمام حالة طبية فريدة لم يشهدوها من قبل.
حالة طبية تحيّر الخبراء
ما زاد من غرابة الموقف هو أن جينيفر لم تكن تعلم بوجود الطفل الثاني حتى وقت متأخر من الحمل، مما جعل الخبراء يتساءلون عن كيفية استمرار نمو الجنين دون أن يتم اكتشافه في المراحل الأولى وقد أكد الأطباء أن هذه الحادثة تُعد من أندر الحالات المسجلة طبيًا، إذ لم يتم توثيق سوى عدد قليل جدًا من الحالات المشابهة على مستوى العالم.
تأثير هذه الحادثة على الأبحاث الطبية
حالة جينيفر وتوأمها غير المتطابق زمنيًا فتحت أبوابًا جديدة للبحث في مجال الحمل والتطور الجنيني، حيث أظهرت أن جسم الإنسان لا يزال يحمل الكثير من الأسرار غير المكتشفة وعلى الرغم من ندرتها، إلا أن هذه الحالة تعيد تسليط الضوء على التعقيدات الرائعة التي يمكن أن تحدث داخل رحم الأم.
اليوم، تعيش جينيفر مع طفليها اللذين يفصل بينهما 87 يومًا، ليظلا شاهدين على واحدة من أغرب وأندر حالات الولادة التي عرفها العالم.