«99% من الناس متعرفهاش!!»… لماذا تغيب الشطافات عن حمامات أوروبا وأمريكا؟

يعاني العديد من المسافرين العرب عند زيارتهم لأوروبا وأمريكا من عدم توفر الشطافات في الحمامات، حيث يعتمد السكان المحليون على المناديل الورقية أو المبللة كبديل، هذا الأمر ليس مزعجا فقط للقادمين من الدول العربية، بل حتى بعض السكان الأصليين في تلك الدول أصبحوا يطالبون بتوفير الشطافات، مما أثار نقاشًا واسعًا حول السبب وراء غيابها.

أصول الشطاف والسبب وراء اختفائه

قد يكون من المفاجئ أن الشطاف لم يكن اختراعًا عربيًا، بل ظهر لأول مرة في فرنسا في القرن الثامن عشر، وكان يستخدم من قبل الملوك والنبلاء، لكن مع مرور الوقت، بدأت هذه الأداة بالاختفاء في الدول الغربية، ويعود ذلك لعدة أسباب تاريخية وثقافية.

وفقًا لبعض النظريات، فإن النافس بين بريطانيا وفرنسا كان أحد العوامل الأساسية، حيث رفض البريطانيون استخدام الشطاف لمجرد أنه جاء من فرنسا، وانتقل هذا العرف إلى الولايات المتحدة، التي كانت تتبع النهج البريطاني في تصميم الحمامات والثقافة العامة.

images 84 1280x720 1

أسباب اقتصادية وتصميمية وراء غياب الشطاف

لا يقتصر غياب الشطافات على الأسباب التاريخية فقط، بل هناك تفسيرات أخرى تتعلق بتصميم الحمامات، حيث أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن المساحات الضيقة في الحمامات الأمريكية لا تسمح بإضافة شطافات، مما جعل الاعتماد على المناديل الورقية هو الحل الأكثر شيوعًا.

من جهة أخرى، يرى البعض أن السبب الرئيسي هو نجاح شركات صناعة ورق التواليت في إقناع المستهلكين بأن استخدام المناديل أكثر نظافة وصحة من الماء، وتدعم هذه الفكرة إحصائيات تشير إلى أن الولايات المتحدة تستهلك 36.5 مليار لفة من ورق التواليت سنويًا، مما يحقق أرباحًا ضخمة لشركات الورق، ويجعلها غير مستعدة لدعم استخدام الشطافات التي قد تؤثر على مبيعاتها.

هل يتغير الوضع مستقبلًا؟

مع تزايد أعداد المهاجرين من الدول العربية والآسيوية إلى الغرب، بدأ الطلب على الشطافات في الولايات المتحدة وأوروبا يزداد، وأصبحت بعض المتاجر تبيع شطافات محمولة يمكن تركيبها بسهولة، كما أن الوعي البيئي المتزايد حول استهلاك الورق قد يدفع بعض الدول الغربية إلى إعادة النظر في استخدام المياه كبديل أكثر استدامة.