قد يبدو من الغريب للبعض أن هناك دولًا قليلة في العالم تقود السيارات على الجانب الأيسر من الطريق، بينما تتبع الأغلبية العظمى القيادة على اليمين، ولكن هذا التقليد الذي تلتزم به بريطانيا وبعض دول الكومنولث لم يكن وليد الصدفة، بل له جذور تاريخية تعود لقرون مضت.
أصل العادة في العصور الوسطى
يعود هذا التقليد إلى العصور الوسطى، حينما كان الفرسان والنبلاء يتنقلون على الخيول ويحملون سيوفهم على جانبهم الأيسر حتى يتمكنوا من سحبها بسهولة باليد اليمنى أثناء المبارزة أو الدفاع عن أنفسهم، ولتجنب تصادم السيوف، كانوا يسيرون على الجانب الأيسر من الطرق، ومع مرور الزمن، أصبح هذا النمط عادة مستمرة حتى بعد تطور وسائل النقل.
تأثير العربات التي تجرها الثيران
مع ظهور العربات التي تجرها الحيوانات، خاصة الثيران، كان السائقون يجلسون على ظهر الثور الأيسر للتحكم في العصا بالسوط بيدهم اليمنى، مما جعلهم يسيرون على اليسار لضمان رؤية أفضل للطريق ولمراقبة حركة المرور المقابلة، وعندما بدأ الإنجليز في تطوير قوانين الطرق، تم اعتماد القيادة على الجانب الأيسر كمعيار رسمي.
كيف أصبحت القيادة على اليمين شائعة؟
على الرغم من أن القيادة على اليسار كانت شائعة في أوروبا، إلا أن التغير بدأ مع الثورة الفرنسية، حيث فرض نابليون بونابرت القيادة على الجانب الأيمن من الطرق، وذلك للتمييز عن العادات الملكية التقليدية، ومع توسع النفوذ الفرنسي في أوروبا، تبنت العديد من الدول هذا النظام، ولاحقًا، مع التوسع الأمريكي والتأثير العالمي، أصبح النظام الأكثر انتشارًا هو القيادة على الجانب الأيمن.
الدول التي لا تزال تعتمد القيادة على اليسار
بريطانيا ليست الوحيدة التي تحتفظ بهذا التقليد، فهناك العديد من الدول التي تعتمد القيادة على اليسار، خاصة في مناطق كانت خاضعة للاستعمار البريطاني، مثل الهند وأستراليا واليابان وجنوب أفريقيا.