عند تأسيس المنتخب البرازيلي لكرة القدم عام 1914، كان يرتدي قميصًا أبيض بالكامل مع ياقة زرقاء، وهو الزي الذي استمر لعقود طويلة، بما في ذلك مشاركاته في كأس العالم أعوام 1930، 1934، و1938، وكان هذا القميص جزءًا من هوية الفريق، لكن كل شيء تغير بعد الحدث الصادم في مونديال 1950.
مأساة ماراكانازو والتخلي عن اللون الأبيض
في عام 1950، استضافت البرازيل كأس العالم وكانت على أعتاب التتويج باللقب لأول مرة في تاريخها، حيث كان يكفيها التعادل أمام الأوروغواي في المباراة النهائية، ولكن أمام أكثر من 200 ألف متفرج في ملعب ماراكانا، سجل منتخب الأوروغواي هدفًا قاتلًا قبل النهاية بـ11 دقيقة، ليفوز باللقب وسط صدمة جماهيرية غير مسبوقة، فيما عرف بمأساة “ماراكانازو”.
تصميم قميص جديد مستوحى من العلم الوطني
حمّل الشعب البرازيلي القميص الأبيض مسؤولية تلك الهزيمة، معتبرين أنه لم يكن يعكس روح الأمة، ولذلك، أطلقت صحيفة برازيلية عام 1953 مسابقة لتصميم قميص جديد بألوان العلم الوطني، وتنافس أكثر من 300 مصمم على تقديم اقتراحاتهم.
القميص الأصفر والأخضر والأزرق
كان التصميم الفائز من نصيب الشاب ألدر جارسيا شلي، الذي ابتكر قميصًا أصفر بأطراف خضراء، مع شورت أزرق وجوارب بيضاء، وظهر هذا القميص لأول مرة عام 1954، لكنه اكتسب شهرته الحقيقية بعد أن ارتداه بيليه وقاد به البرازيل للفوز بكأس العالم 1958.
الأسطورة تستمر
تحول القميص الجديد إلى أيقونة عالمية، وواصلت البرازيل حصد الألقاب به، حيث فازت بكأس العالم خمس مرات، في 1958، 1962، 1970، 1994، و2002، فأصبح اللون الأصفر رمزًا للكرة الجميلة، وارتبط بأساطير مثل بيليه، رونالدو، ورونالدينيو، مما جعله واحدًا من أكثر القمصان شهرة في تاريخ كرة القدم.