يواجه رواد الفضاء العديد من التحديات أثناء وجودهم خارج الغلاف الجوي للأرض، ومن أخطرها التعرض للإشعاع المؤين، وهذا النوع من الإشعاع، القادم من الشمس والمجرات البعيدة، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان، وبينما تحمي الأرض سكانها من هذه الإشعاعات عبر غلافها الجوي ومجالها المغناطيسي، فإن رواد الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية يتعرضون لمستويات أعلى بكثير من الإشعاع.
لماذا تختلف الجرعات الإشعاعية المسموح بها بين الجنسين؟
اعتمدت وكالة ناسا معايير دقيقة لتحديد الحد الأقصى للإشعاع الذي يمكن أن يتلقاه رواد الفضاء طوال حياتهم، وذلك بناءً على العمر والجنس، وأظهرت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة عند التعرض لنفس كمية الإشعاع التي يتلقاها الرجال، ما دفع ناسا إلى وضع حد أدنى للنساء مقارنةً بالرجال، وعلى سبيل المثال، الحد الأقصى المسموح به لرائدة فضاء تبلغ من العمر 30 عامًا هو 180 ملي سيفرت، بينما يمكن لرجل يبلغ 60 عامًا أن يتحمل حتى 700 ملي سيفرت.
تأثير هذه المعايير على مستقبل رائدات الفضاء
أدى هذا التفاوت إلى تقليص فرص بعض النساء في الاستمرار بالعمل في الفضاء لفترات طويلة، حيث اضطرت بعض رائدات الفضاء إلى التقاعد المبكر بعد تجاوز الحد المسموح به من الإشعاع، مثل بيجي ويتسون التي أعلنت عن إحباطها بسبب هذا الأمر.
هل ستغير ناسا هذه السياسة؟
في عام 2021، بدأت ناسا بمراجعة معاييرها بهدف تحقيق المساواة بين الجنسين، حيث اقترحت أن يكون الحد الأقصى للإشعاع 600 ملي سيفرت لجميع رواد الفضاء بغض النظر عن العمر أو الجنس، ويتوقع أن يمنح هذا القرار رائدات الفضاء فرصًا أطول للعمل في الفضاء، مع تقليل الجرعة المسموح بها لبعض الرجال، خصوصًا الأكبر سنًا.
تأثير الإشعاع على الرحلات المستقبلية إلى المريخ
مع تزايد الاهتمام بالبعثات الفضائية الطويلة مثل الرحلة إلى المريخ، التي قد يتعرض فيها الرواد لحوالي 900 ملي سيفرت من الإشعاع، قد تحتاج ناسا إلى إعادة النظر في معاييرها مرة أخرى، فيمكن أن تتطلب مثل هذه المهمات السماح بتجاوز الحدود المقررة، خاصة إذا كان ذلك ضروريًا لنجاح المهمة.