في عام 2001، أطلقت شركة مايكروسوفت نظام التشغيل ويندوز إكس بي، الذي أصبح من أشهر الأنظمة في تاريخ الحواسيب، وأحد أبرز ما ميز هذا النظام كانت الخلفية الشهيرة “Bliss”، التي اجتذبت أنظار ملايين المستخدمين حول العالم، وتحديداً صورة السماء الزرقاء الهادئة فوق الأرض الخضراء، وما لا يعرفه الكثيرون هو القصة وراء هذه الصورة التي أصبحت أيقونة.
من أين أتت الصورة؟
في عام 1996، كان المصور الأمريكي “تشاك أوير” في طريقه لزيارة زوجته عندما مر بمقاطعة تسونوما في شمال ولاية كاليفورنيا، فهناك، لاحظ المنظر الطبيعي الذي كان يتسم بالألوان الزاهية للسماء والأرض، فقرر التقاط صورة لهذا المشهد باستخدام كاميراته الخاصة، وما لم يكن يتوقعه هو أن تلك الصورة ستصبح واحدة من أكثر الصور شهرة في تاريخ التكنولوجيا.
التحول إلى خلفية شهيرة
في عام 1998، قررت شركة مايكروسوفت شراء حقوق استخدام الصورة، بعد أن اكتشف فريق التصميم في الشركة جمالياتها الفائقة التي تناسب خلفية سطح المكتب لنظام التشغيل الجديد، وتم دفع مبلغ ضخم لشراء حقوق الصورة، وصل إلى مئة ألف دولار، وفيما بعد تردد أن المبلغ قد وصل إلى 3 ملايين دولار.
سر جمال الصورة
ما جعل هذه الصورة جذابة هو تنسيق الألوان الطبيعية بين السماء والأرض، حيث تكاملت الألوان بمهارة، مما جعلها تبدو وكأنها صورة معدلة، ولكن، في الواقع، كانت الصورة طبيعية تمامًا ولم يتم التلاعب بها باستخدام برامج مثل الفوتوشوب، فالتقاط الصورة باستخدام كاميرا عالية الجودة ومواد تصوير استثنائية، مثل “Fujichrome Velvia 100″، أعطاها تفاصيل دقيقة وجودة استثنائية.
اختفاء الصورة تدريجيًا
على الرغم من الشعبية الكبيرة التي حققتها “Bliss”، فإن الدعم لنظام ويندوز إكس بي قد انتهى، وأصبحت الصورة تختفي تدريجياً من الذاكرة، ورغم أنها لم تحظَ بجوائز رسمية، فإنها لازالت تعتبر رمزًا مهمًا في عالم التكنولوجيا.
على الرغم من مرور الزمن، تظل صورة “Bliss” جزءًا لا يُنسى من تاريخ ويندوز، وسوف تظل موجودة في ذاكرة عشاق التكنولوجيا حول العالم.