قد يبدو الأمر غريبًا، لكن المنشار لم يخترع في البداية لنشر الخشب! بل كانت الحاجة الطبية هي الدافع وراء ابتكاره، حيث استخدم لأول مرة في التوليد، وفي الماضي، لم تكن العمليات القيصرية شائعة، وكان من الضروري أن يمر الجنين عبر قناة الولادة، لكن في بعض الحالات كان حجم الطفل كبيرًا، مما يسبب صعوبة في خروجه.
كيف ساهم المنشار في عمليات الولادة؟
لمعالجة هذه المشكلة، لجأ الأطباء إلى إجراء عملية تعرف باسم “بضع الارتفاق”، حيث كانوا يزيلون جزءًا من عظم الحوض لتوسيع مجرى الولادة، ففي البداية، كانت العملية تجرى يدويًا باستخدام سكين ومنشار صغير دون تخدير، مما جعلها مؤلمة وطويلة، وهنا جاء دور المنشار، ففي عام 1780، اخترع طبيبان أول منشار سلسلة طبي ليسهل هذه العملية، وكان يشبه سكين المطبخ، لكنه يحتوي على أسنان صغيرة حادة.
تطور المنشار إلى استخدامه الحالي
مع مرور الوقت، اكتشف الناس أن هذه الأداة ليست فعالة فقط في العمليات الطبية، بل أيضًا في قطع العظام أثناء العمليات الجراحية الأخرى، ولم يمضِ وقت طويل حتى أدركوا أن هذه التقنية يمكن تطبيقها في مجالات أخرى، مثل قطع الأشجار، ما أدى إلى تطويره ليصبح أكثر قوة وكفاءة، إلى أن وصل إلى شكله الحالي كأداة قوية تستخدم في أعمال البناء وقطع الأخشاب.
الخاتمة
رغم أن عمليات “بضع الارتفاق” لم تعد تجرى اليوم إلا في بعض الدول الفقيرة، فإن المنشار الذي بدأ كأداة طبية تحول إلى آلة لا غنى عنها في العديد من المجالات، وهو مثال على كيف يمكن أن تتغير استخدامات الاختراعات بمرور الزمن.