«هينقضو الصيام».. أخطاء شائعة في السحور تؤثر على صحة الصيام وثوابه – عشان مترجعش تقول معرفش

يُعد السحور من السنن النبوية المؤكدة التي تعين المسلم على تحمل مشقة الصيام وتعزز من القدرة على أداء العبادات خلال نهار رمضان وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “استعينوا بطعام السحر على صيام النهار، وبالقيلولة على قيام الليل” (رواه ابن ماجه).

إلا أن بعض الصائمين يقعون في أخطاء شائعة أثناء السحور، قد تؤثر على صحة الصيام أو تقلل من أجره، بل قد يصل بعضها إلى حد إبطال الصيام تمامًا، وهو ما يستوجب الحذر والتصحيح لضمان أداء عبادة الصيام على الوجه الأكمل.

أخطاء يقع فيها الصائمون خلال السحور

1- ترك السحور تمامًا

يحرص بعض الأشخاص على عدم تناول وجبة السحور، سواء بسبب النوم أو لعدم الشعور بالجوع، وهو أمر مخالف للسنة النبوية، حيث أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسحور لما فيه من بركة وقوة للصائم فقد قال: “تسحروا؛ فإن في السحور بركة” (رواه البخاري).

2- تعجيل السحور قبل وقته

يقوم بعض الصائمين بتناول السحور في منتصف الليل أو قبل الفجر بساعات طويلة، مما يؤدي إلى الشعور بالجوع والعطش خلال النهار والصحيح هو تأخير السحور قدر المستطاع، فقد جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “عجّلوا الإفطار، وأخّروا السحور”، وكان يفصل بين فراغه من السحور وأذان الفجر وقت قراءة خمسين آية، أي ما يعادل نصف ساعة تقريبًا.

3- الاستمرار في الأكل والشرب مع أذان الفجر

يعتبر هذا الخطأ من الأخطاء التي قد تبطل الصيام، حيث يواصل بعض الأشخاص الأكل أو الشرب أثناء أذان الفجر رغم سماع النداء، وهو أمر غير جائز والواجب أن يُمسك الصائم عن الطعام والشراب فور دخول وقت الفجر، حيث قال الله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ﴾ (البقرة: 187).

فضل السحور وأثره على الصائم

يُعد السحور وجبة أساسية للصائم، حيث تمنحه الطاقة اللازمة لتحمل ساعات الصيام الطويلة وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: “إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين”، مما يدل على مكانة هذه العبادة وأهميتها.

وقد أكدت الدراسات الطبية أن السحور أكثر أهمية من وجبة الإفطار، إذ يساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم، ويقلل من الشعور بالتعب والإرهاق خلال النهار ومن أفضل الأطعمة التي ينصح بتناولها خلال السحور: التمر، السويق (دقيق الشعير المخلوط بالماء)، الحبوب الكاملة، والبروتينات الصحية، مع تجنب الأطعمة الدسمة والمشروبات الغنية بالكافيين.

الصيام.. عبادة عظيمة وكنز من الفضائل

خصَّ الله تعالى عبادة الصيام بفضائل عظيمة، منها أنه عبادة خالصة له، حيث جاء في الحديث القدسي: “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به” (رواه البخاري ومسلم) كما أن الصائم يفرح بعبادته في الدنيا والآخرة، إذ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه” (رواه البخاري ومسلم).

ومن أعظم مكافآت الصيام أن الله أعد للصائمين بابًا خاصًا في الجنة يُسمى باب الريان، لا يدخله إلا الصائمون، كما أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، والصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، وهو وقاية من النار، كما ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الصيام جنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال” (رواه أحمد والنسائي).