هل تساءلت يومًا عن السبب الذي يجعل بعض الطائرات لا تحتوي على كرسي رقم 13؟ الأمر ليس مجرد مصادفة أو مجرد تصميم فني، بل وراء ذلك سبب غامض، والذي كشفته مؤخرًا مضيفة طيران خلال حديث مع الركاب. هذا الاكتشاف أثار دهشة العديد من الركاب وأدى إلى تداول واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح الحديث عن الكرسي المفقود محط اهتمام الجميع.
الخوف من الرقم 13 سبب تقليدي عالمي
السبب الرئيسي لعدم وجود “كرسي رقم 13” في بعض الطائرات يعود إلى الخرافات الثقافية المتعلقة بالرقم 13، والذي يُعتبر رقمًا غير محظوظ في العديد من الثقافات حول العالم. يعتقد الكثيرون أن الرقم 13 يجلب سوء الحظ، وهو ما جعل العديد من شركات الطيران تتجنب وضعه في المقاعد، خاصة في الطائرات الكبيرة. هذه الخرافة عميقة الجذور، وتعود إلى اعتقاد قديم في العديد من الثقافات، مثل الغرب، حيث يُنظر إلى الرقم 12 على أنه رقم مثالي وكامل، بينما يعتقد البعض أن الرقم 13 يمثل انحرافًا عن هذا الكمال.
في الكثير من الطائرات، من الشائع أن تجد أن الكرسي رقم 13 يُستبدل عادةً بـ “كرسي رقم 14″، بل ويُلاحظ أحيانًا أن الصفوف التي تحتوي على الرقم 13 تُسمى بأرقام أخرى، مثل 12A أو 12B. وهذا التصرف ليس مقتصرًا فقط على شركات الطيران في الولايات المتحدة أو أوروبا، بل يمتد إلى العديد من الدول حول العالم التي تشترك في نفس المعتقدات المتعلقة بالرقم 13.
مفاجأة مضيفة الطيران: الحقيقة الغامضة
أثناء إحدى الرحلات الجوية، كانت هناك مضيفة طيران تتحدث مع الركاب أثناء تقديم المشروبات. فسألها أحد الركاب عن السبب وراء غياب “كرسي رقم 13” في الطائرة، فكانت إجابتها أكثر غموضًا من المتوقع. قالت المضيفة: “السبب ليس فقط الخرافات التي تتعلق بسوء الحظ، بل أن بعض شركات الطيران تجد أن ترك هذا الرقم قد يجعل الركاب يشعرون براحة أكبر. هناك دراسة تقول أن الركاب قد يكونون أكثر ارتياحًا في الطائرة عندما لا يرون الرقم 13، حتى وإن لم يؤمنوا بالخرافات”.
وتابعت قائلة: “بعض الركاب قد يشعرون بالخوف أو القلق بمجرد رؤية الرقم 13، وهو ما يمكن أن يؤثر على راحتهم النفسية أثناء الرحلة. لذلك، قررت شركات الطيران أن تستبدل هذا الرقم في معظم الحالات لضمان راحة الركاب”.
هل هناك دراسات علمية تدعم ذلك؟
في الواقع، هناك دراسات علمية تشير إلى أن الرقم 13 قد يُثير مشاعر قلق لدى بعض الأشخاص، وهذا يرتبط بمفهوم “رهاب الرقم 13” (triskaidekaphobia)، وهو نوع من الرهاب الذي يشعر به البعض تجاه هذا الرقم. هذه الدراسات لم تقتصر فقط على الطيران، بل شملت مجموعة واسعة من المجالات مثل البناء والطب والتجارة.
من خلال تجنب وضع الرقم 13 في الطائرات، فإن شركات الطيران لا تكتفي فقط بتجنب المعتقدات الشعبية، بل إنها تحاول خلق بيئة أكثر أمانًا وراحة نفسية للركاب. إن تجنب هذا الرقم يمكن أن يساهم في تقليل مستوى التوتر والقلق بين الركاب، وبالتالي تحسين تجربة السفر.
ماذا عن باقي الأماكن؟
هذه الظاهرة ليست مقتصرة على الطائرات فقط، بل تمتد إلى أماكن أخرى مثل الفنادق، حيث تجد بعض الفنادق لا تحتوي على الطابق رقم 13، ويُستبدل عادة بطابق 12A أو 14. كما أن العديد من المباني التجارية قد تتجنب استخدام الرقم 13 في الطوابق أو المكاتب، لتفادي التأثير النفسي على السكان أو الموظفين.