مرّ نحو 26 عامًا على عرض فيلم “المصير”، الذي يعد من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، ويعتبر حجر الزاوية في مجال الإنتاج السينمائي الذي يقدم مزيجًا من الفلسفة والتاريخ وتم عرض الفيلم لأول مرة في عام 1997، ولاقى نجاحًا كبيرًا في وقت عرضه وما زال يحتفظ بجاذبيته حتى اليوم ويبرز الفيلم قصة الفيلسوف ابن رشد في الأندلس في القرن الثاني عشر الميلادي، ويكشف عن صراعاته مع السلطة السياسية والدينية في تلك الحقبة.
أبطال الفيلم وأداؤهم
يمثل فيلم “المصير” تعاونًا مميزًا بين مجموعة من كبار النجوم في السينما المصرية. يضم الفيلم نخبة من الممثلين المبدعين، على رأسهم نور الشريف، ليلى علوي، محمود حميدة، صفية العمري، محمد منير، خالد النبوي، سيف عبد الرحمن، عبد الله محمود، أحمد فؤاد سليم، روجينا وآخرين وتم تقديم شخصياتهم بعمق فني جعل كل ممثل يساهم بشكل فعال في سرد القصة، مما أسهم في جعل الفيلم من أهم الأعمال الفنية التي تناولت فترة تاريخية هامة في العالم العربي.
قصة الفيلم وأحداثه
تدور أحداث فيلم “المصير” في فترة حكم الخليفة أبو جعفر المنصور في الأندلس، حيث يسلط الضوء على الصراع الفكري والديني الذي مرّ به الفيلسوف ابن رشد ويتناول الفيلم كيف أصبح ابن رشد في صراع مستمر مع السلطة السياسية التي كانت في يوم من الأيام صديقة له، وكذلك مع السلطة الدينية المتطرفة التي حاولت تهميشه وإسكاته ويتبع الفيلم تطور الأحداث التي تؤدي إلى صراع ابن رشد مع تلك القوى، ليعرض في النهاية معركة بين العقل والتطرف، وبين الحقيقة والسلطة.
نجاح الفيلم والشعبية المستمرة
حقق فيلم “المصير” نجاحًا فنيًا وجماهيريًا وقت عرضه في عام 1997، ولا يزال يعتبر من الأعمال المتميزة التي تعكس تاريخًا ثقافيًا وفلسفيًا عميقًا والنجاح لا يقتصر على البعد الفني فحسب، بل كان الفيلم محفزًا لمناقشات واسعة حول دور الفلسفة والفكر في مواجهة القوى المهيمنة ويعتبر “المصير” من الأفلام التي تدرَس بعمق بسبب موضوعاتها الكبرى وأدائه الفني العالي.
الهفوات التي أثارت الجدل
ورغم النجاح الكبير الذي حققه الفيلم، لم يكن خاليًا من بعض الهفوات التي لم تفوت على عين المتابعين الدقيقين ومن أبرز هذه الهفوات، في أحد المشاهد التي يظهر فيها خالد النبوي وهو يجري على حصانه ليلحق بنور الشريف ليخبره بأن الكتب في أمان في هذه اللقطة، يظهر بوضوح استخدام دوبلير لخالد النبوي قبل أن يتم استبداله بمشاهد تظهر النجم خالد النبوي نفسه ورغم أن هذا الخطأ كان طفيفًا، إلا أنه جذب انتباه بعض المشاهدين وعلقوا عليه في المناقشات النقدية.
الخاتمة
رغم تلك الهفوة الطفيفة، لا يمكن تجاهل أهمية فيلم “المصير” الذي يعتبر أحد أبرز الأعمال السينمائية في تاريخ السينما المصرية قدم الفيلم قضية فكرية وفلسفية عميقة بطريقة فنية، محققًا نجاحًا لافتًا على الصعيدين الجماهيري والنقدي ويظل الفيلم شاهداً على قدرة السينما المصرية على تقديم أفلام تتجاوز حدود الترفيه، لتناقش قضايا ثقافية وفكرية تهم المجتمع العربي بشكل عام.