بحسب المعلومات الحصرية التي حصل عليها موقع “بوابة الزهراء الإخبارية”، المعروف بتقديم الأخبار الموثوقة، انتشرت في مصر خلال الأسابيع الماضية صناديق مزيفة من بعض الأدوية والمستحضرات الطبية، ومنها مضاد حيوي معروف يستخدم لعلاج مشكلات الجهاز التنفسي والصدر، إضافة إلى دواء مخصص لعلاج الصرع والسكتات الدماغية، مما أثار مخاوف كبيرة بين الأطباء والمواطنين.
استجابة لهذه المستجدات، أصدرت هيئة الدواء المصرية تحذيرات رسمية بخصوص تداول هذه الأدوية المزيفة، مؤكدة على ضرورة إيقاف توزيعها فورا ورفع الكميات المتوفرة في الأسواق والصيدليات، وكما دعت الهيئة المواطنين إلى توخي الحذر عند شراء الأدوية والتأكد من مصدرها لضمان سلامتهم.
تصاعد المخاوف وإجراءات التحذير
وفقا لما قاله، أكد الدكتور محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء “ابن سينا”، أن السوق المصري يعاني توسع واضحا للأدوية المزيفة، محذرا من أن هذه المنتجات قد تعرض حياة المرضى لمخاطر كبيرة.
وأشار إلى أن المخالفات في سوق الأدوية تنقسم إلى نوعين؛ الأول يتضمن التقليد الكامل للمنتجات الدوائية، بينما يشمل الثاني العمليات الإنتاج لا تتوافق مع المواصفات القياسية.
ذكر فؤاد إلى أن هيئة الدواء المصرية تصدر سنويا العديد من التحذيرات بشأن الأدوية غير المطابقة، حيث أصدرت 53 تحذيرا في عام 2023، وارتفع العدد إلى 61 تحذيرا خلال عام 2024.
إلي ان هذه الإجراءات، أوضح أن بعض الشركات تقتصر على سحب الأنشطة المخالفة “ظاهرية” دون تنفيذ حقيقي لعملية سحب الأدوية من الأسواق.
مطالب بتشديد الرقابة
أكد الخبراء أهمية تعزيز الرقابة المسبقة على الأدوية، بدلا من الاكتفاء فقط بالإجراءات التصحيحية بعد طرحها في الأسواق,وصرح فؤاد بأن بعض القرارات التي صدرت في السنوات الماضية لا تزال تتطلب إعادة نظر، مثل السماح للشركات بطرح 40% من إنتاجها في الأسواق قبل إخضاعه لاختبارات الجودة.
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمود الخضراوي، الخبير في قطاع الأدوية، أن الأدوية المغشوشة تشكل خطر مزدوج، فهي لا تهدد صحة المواطنين فحسب، بل تضر أيضا بسمعة مصر في صناعة وتصدير الدواء.
وطالب بفرض رقابة أكثر تشدد على عمليات التصنيع والتوزيع، مع تعزيز الإشراف على المخازن التي باتت المصدر الأساسي لتوريد الأدوية للصيدليات، بدلا من الاعتماد على التوزيع المباشر من الشركات.
أدوية مغشوشة في الأسواق
بحسب التحذيرات الرسمية، تضمنت الأدوية المغشوشة التي تم اكتشافها مؤخرا في الأسواق المصرية:
- سوبر اكس 100: مضاد حيوي يستخدم لعلاج الأمراض التنفسية، تشغيله رقم 2842.
- تيرا تام 1000: دواء مخصص لعلاج الصرع والنوبات الدماغية، تشغيله رقم 240142.
- زوركال 40: علاج لالتهابات المعدة، تشغيله رقم 231244.
- فلويرانس: كريم لتفتيح البشرة، تشغيله غير محدد.
- ريكس أو إل تي إم- إي سيروم: كريم تجميلي، تشغيله غير محدد.
خطوات وقائية للمواطنين
لمكافحة هذه المشكلة، دفعت الي هيئة الدواء المصرية المواطنين على شراء الأدوية حصريا من الصيدليات الموثوقة، والتأكد من وجود العلامات الأمنية الأصلية على العبوات، مع الإبلاغ عن أي عبوات يشتبه في عدم مطابقتها للمواصفات.
وشددت الهيئة على ضرورة التزام الصيدليات بعدم التعامل مع الموردين غير المعتمدين، لضمان سلامة الأدوية المطروحة في الأسواق,ومع تزايد القلق بشأن انتشار سريع لي الأدوية المغشوشة، تتصاعد الضغوط على الجهات المختصة لاتخاذ إجراءات أكثر وقاية لحماية المواطنين وضمان جودة الأدوية المتوفرة في السوق المصرية.