اليوم هو 30 أمشير وهو آخر أيام الشهر السادس من التقويم القبطي الذي يمتد عادة من 8 فبراير إلى 9 مارس في التقويم الميلادي يعتبر شهر أمشير من أشهر السنة القبطية التي تتميز بتقلبات الطقس حيث يعرف برياحه الشديدة وبرودته المفاجئة ولذلك أطلق عليه المصريون القدماء لقب “أبو الزعابيب”.
التقويم القبطي وأهميته
التقويم القبطي هو أحد أقدم التقويمات في العالم، ويرتبط بشكل وثيق بدورة الزراعة في مصر. قسمه المصريون القدماء إلى 12 شهرا كل منها 30 يوما بالإضافة إلى شهر صغير يسمى “الشهر الصغير” أو “النسئ” ويحتوي على 5 أو 6 أيام حسب السنة الكبيسة.
شهر أمشير تحديدا هو الشهر الذي يسبق بداية الربيع، ويتسم بأحوال جوية غير مستقرة حيث تكثر فيه العواصف والرياح المحملة بالغبار مما يجعله شهرا صعبا على الفلاحين ومع ذلك فإن هذه التقلبات الجوية تساهم في تهيئة التربة وتحضيرها للمحاصيل الزراعية القادمة.
أمثال شعبية عن شهر أمشير
نظرًا لطبيعته المتقلبة ارتبط شهر أمشير بالعديد من الأمثال الشعبية التي تعكس صفاته المناخية ومنها:
- “أمشير أبو الزعابيب الكتير ياخد العجوزة ويطير” وهذا المثل يشير إلى قوة الرياح التي قد تصل إلى درجة اقتلاع الأشياء من أماكنها.
- “أمشير يخلي الصغير كبير، والكبير يطير”، ويعني أن برودة الجو في هذا الشهر قد تجعل الإنسان يبدو أكبر سنا بسبب القشعريرة والأجواء القاسية.
التغيرات الجوية في نهاية أمشير
مع نهاية أمشير، تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع التدريجي وتقل حدة الرياح والعواصف مما يمهد للدخول في شهر برمهات، وهو الشهر الذي يتميز بتحسن الطقس وازدهار النباتات ومن هنا جاء المثل الشعبي: “برمهات روح الغيط وهات” في إشارة إلى بدء موسم الحصاد وجني الثمار.
علاقة أمشير بالزراعة
في الزراعة يعد شهر أمشير مرحلة انتقالية بين الشتاء والربيع، حيث تتأثر بعض المحاصيل بالبرد القارس والرياح بينما تستفيد المحاصيل الأخرى من هذه الظروف الجوية خاصة الحبوب والبقوليات التي تحتاج إلى فترات برودة معينة للنمو الجيد كما أن الرياح تساعد في نقل حبوب اللقاح بين النباتات مما يساهم في عملية التلقيح الطبيعي.
أهمية التقويم القبطي في الحياة اليومية
رغم مرور آلاف السنين لا يزال التقويم القبطي مستخدما في مصر خاصة بين الفلاحين الذين يعتمدون عليه في تحديد مواعيد الزراعة والحصاد كما أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تستخدمه في تحديد الأعياد والمناسبات الدينية مما يجعله جزءا أساسيا من الثقافة المصرية.
مع انتهاء شهر أمشير يستعد المصريون لاستقبال برمهات الذي يجلب معه طقسا أكثر اعتدالا وأجواء أكثر استقرار ويظل هذا التقويم شاهدا على التراث المصري القديم الذي لا يزال حيا حتى اليوم حيث يعكس ارتباط الإنسان بالطبيعة ودورة الفصول، مما يجعله جزءا لا يتجزأ من هوية مصر التاريخية والثقافية.