من المتوقع أن تشهد صناعة العنب المصري طفرة كبيرة خلال العام التسويقي 2024/25 (أكتوبر 2024 حتى سبتمبر 2025)، مدفوعة بتوسع المساحات المزروعة وتبني تقنيات زراعية مبتكرة. وفقًا لتقرير صادر عن فرش بلازا ، من المتوقع أن يصل إنتاج العنب إلى 1.59 مليون طن متري ، بزيادة قدرها 20 ألف طن متري مقارنة بالعام السابق. هذا النمو يعكس الاهتمام المتزايد بتحسين جودة الإنتاج والتركيز على الأسواق التصديرية.
العوامل الداعمة لنمو الإنتاج
1. توسيع المساحة المحصودة
ساهمت زيادة المساحات المخصصة لزراعة العنب بشكل كبير في تعزيز الإنتاج. تم تخصيص 1000 هكتار إضافية لهذا المحصول الاستراتيجي، مما أدى إلى زيادة الغلة الإجمالية. كما تم إدخال أصناف جديدة من العنب ذات إنتاجية أعلى وجودة محسّنة، مما عزز تنافسية المنتج المصري في الأسواق العالمية.
2. تبني التقنيات الزراعية الحديثة
لعبت ممارسات الزراعة المحسّنة دورًا محوريًا في تحقيق هذه المكاسب. من بين هذه الممارسات:
- استخدام الري بالتنقيط الذي يوفر المياه ويحسن كفاءة الري.
- اعتماد طرق الزراعة المحمية التي تقلل من تأثير العوامل البيئية السلبية.
- التركيز على تحسين مؤشرات الجودة مثل المواد الصلبة الذائبة الكلية (TSS) ، وهو مقياس رئيسي للحلاوة وجودة العنب.
توقعات الصادرات: زيادة بنسبة 5.7٪
مع تحسين الإنتاج وجودة الفاكهة، من المتوقع أن ترتفع صادرات العنب المصري بنسبة 5.7٪ ، لتصل إلى 185 ألف طن متري إضافية مقارنة بالعام السابق. هذا النمو يعكس الثقة المتزايدة في المنتج المصري من قبل الأسواق الدولية، خاصة مع تحسين معايير الجودة وتوافقها مع متطلبات التصدير.
العنب كمحصول استراتيجي في مصر
يُعتبر العنب أحد أهم المحاصيل الزراعية في مصر ، حيث يحتل المرتبة الثانية بعد الحمضيات من حيث الأهمية الاقتصادية. يتمركز إنتاج العنب في مناطق مختلفة من البلاد، بما في ذلك:
- الأرض القديمة في دلتا النيل، التي تعتمد على الري التقليدي.
- الأرض الجديدة التي تم استصلاحها مؤخرًا، والتي تعتمد على تقنيات الري المتقدمة وتستهدف الأسواق التصديرية.
الظروف المناخية المثالية والتحديات الموسمية
المناخ الملائم لزراعة العنب
المناخ المصري يوفر ظروفًا مثالية لنمو العنب، مع شتاء معتدل وصيف حار وعدد كبير من الأيام الخالية من الصقيع. خلال موسم النمو 2024، استفادت أصناف العنب الأبيض والأحمر من هذه الظروف، مما أدى إلى إنتاج ثمار ذات جودة عالية من حيث الحجم، الوزن، واللون.
التحديات البيئية
على الرغم من الظروف المواتية، تظل بعض التحديات قائمة، مثل:
- الحرارة المفرطة التي قد تؤثر على جودة الثمار.
- الجفاف الذي يفرض ضغوطًا على موارد المياه. هذه التحديات تتطلب إدارة دقيقة للعوامل البيئية واستمرار الابتكار في ممارسات الزراعة.
مواعيد زراعة وحصاد العنب في مصر
موسم الزراعة
- يبدأ موسم زراعة العنب عادةً في الأسبوع الأول من شهر فبراير.
- يتم زراعة القصاصات في أكياس بلاستيكية سوداء تحتوي على خليط من طحالب الخث والرمل.
- تُخزن القصاصات في البداية داخل البيوت الزجاجية قبل نقلها إلى الحقول المفتوحة.
موسم الحصاد
- بالنسبة للأصناف المبكرة، يبدأ الحصاد في أواخر مايو وينتهي في سبتمبر.
- أما الأصناف المتأخرة، فيبدأ الحصاد في أواخر يونيو ويستمر حتى نوفمبر.
- تبدأ الكروم في الإثمار عادةً في عامها الثالث.
دور الإدارة المركزية للحجر الزراعي
لعبت الإدارة المركزية للحجر الزراعي دورًا مهمًا في دعم نمو صناعة العنب المصري. في بيان رسمي صدر بتاريخ 12 أغسطس 2024 ، أكدت الإدارة على الجهود المبذولة لتعزيز إنتاجية البلاد وتسهيل التجارة الدولية. هذه السياسات ساعدت في تعزيز مكانة مصر كمصدر رئيسي للعنب عالي الجودة إلى الأسواق العالمية.
استشراف المستقبل: الفرص والتحديات
يعكس إنتاج مصر من العنب المائدة في 2024/2025 الاستثمار الاستراتيجي في الممارسات الزراعية الحديثة والاستفادة من الظروف المناخية المثلى . ومع زيادة الإنتاج والجودة، أصبحت مصر جاهزة لتعزيز مكانتها في السوق الدولية.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تحتاج إلى معالجة، مثل:
- الحرارة المفرطة التي قد تؤثر على الإنتاج.
- نقص المياه بسبب الجفاف. لضمان استدامة القطاع، يجب التركيز على:
- تبني تقنيات ري أكثر كفاءة.
- تطوير أصناف مقاومة للظروف البيئية القاسية.
- تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والمزارعين لتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة.
مع النمو المتوقع في إنتاج العنب المصري وارتفاع الصادرات، يبدو أن صناعة العنب في مصر على أعتاب مرحلة جديدة من التطور. ومع ذلك، فإن التغلب على التحديات البيئية والاقتصادية سيظل أمرًا حاسمًا لضمان استمرارية هذا النجاح. إذا تم التعامل مع هذه التحديات بفعالية، فإن مستقبل صناعة العنب المصري يبدو واعدًا للغاية.