ماذا لو أخبرتك أن مفتاح التذكر القوي والذكاء الحاد لا يكمن في الحفظ المكثف أو الجهد المضني، بل في لحظات من السكون، يبدو الأمر غير متوقع، أليس كذلك، لكن الأبحاث العلمية تكشف أن السر الحقيقي لتعزيز ذاكرتك لا يعتمد على عدد الساعات التي تقضيها في المذاكرة، بل على ما تفعله بعد التعلم مباشرة، تخيل أن عقلك يشبه الإسفنج، يحتاج إلى لحظات من الهدوء لامتصاص المعلومات وترسيخها، فهل أنت مستعد لاكتشاف هذه الحيلة البسيطة التي قد تغيّر طريقة تفكيرك للأبد.
تأثير الاسترخاء على الدماغ والذاكرة
أظهرت الأبحاث العلمية، بدءًا من دراسات عالم النفس الألماني جورج إلياس مولر في عام 1900، أن الاسترخاء بعد التعلم يسهم في تعزيز عملية التذكر، في إحدى تجاربه:
- أعطي نصف المشاركين فترة راحة قصيرة بعد حفظ قائمة كلمات، بينما واصل النصف الآخر مهام أخرى.
- وكانت النتيجة أن المجموعة التي استراحت تمكنت من تذكر 50% من الكلمات مقارنة بـ28% فقط للمجموعة الأخرى.
- لاحقًا، دعمت دراسات حديثة هذا الاكتشاف، حيث وجد الباحثون أن فترات الراحة تعزز الروابط العصبية بين منطقة الحصين والقشرة الدماغية.
- مما يساعد على تثبيت الذكريات في الذاكرة طويلة المدى، وهو تأثير كان يعتقد سابقًا أنه يحدث فقط أثناء النوم.
كيف يمكن تطبيق هذه الاستراتيجية في حياتنا اليومية
الاسترخاء بعد التعلم لا يقتصر على الطلاب فحسب، بل يمكن أن يكون مفيدًا لمن يعانون من مشاكل في الذاكرة، مثل مرضى الزهايمر أو الناجين من السكتات الدماغية، لتحقيق أقصى استفادة:
- يفضل الجلوس في مكان هادئ مع إضاءة خافتة بعيدًا عن الهواتف أو أي مصادر إلهاء.
- حيث أظهرت الدراسات أن أي مجهود ذهني أثناء الاسترخاء قد يقلل من فعاليته.