في السنوات الأخيرة، اتجهت العديد من الدول الأوروبية نحو الحد من استهلاك السكر الأبيض في الأطعمة والمشروبات، استجابةً للوعي المتزايد بالمخاطر الصحية المرتبطة به. وقد اعتمدت هذه الدول عدة استراتيجيات للحد من استخدامه، نذكر منها:
إجراءات أوروبية للحد من استهلاك السكر الأبيض
1. فرض ضرائب على المشروبات السكرية
لجأت دول مثل المملكة المتحدة وفرنسا والمجر إلى فرض ضرائب على المشروبات الغنية بالسكر، بهدف تقليل استهلاكها وتشجيع الشركات على تخفيض محتوى السكر في منتجاتها.
2. تحسين تصنيف المنتجات الغذائية
تبنت بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا وبلجيكا، نظام “نوتري-سكور” (Nutri-Score) الذي يساعد المستهلكين على اختيار المنتجات الغذائية الصحية عبر تصنيفها بناءً على محتواها من السكر والدهون والملح.
3. حملات التوعية الصحية
أطلقت الحكومات والمنظمات الصحية الأوروبية حملات توعوية لتثقيف الأفراد حول المخاطر الصحية المرتبطة بالإفراط في تناول السكر، مثل السمنة وأمراض القلب والسكري.
4. تقليل السكر في المنتجات الصناعية
استجابةً للضغط الحكومي وزيادة الوعي الصحي لدى المستهلكين، عملت الشركات الأوروبية على تقليل كميات السكر في منتجاتها، مثل الحبوب، والعصائر، والوجبات الخفيفة.
5. تشجيع البدائل الصحية
ازداد الترويج لاستخدام بدائل السكر الأبيض، مثل العسل وسكر جوز الهند والستيفيا، كخيارات أكثر صحة للمستهلكين.
لماذا تسعى أوروبا لتقليل السكر الأبيض؟
يرجع هذا التوجه إلى المخاطر الصحية العديدة التي يسببها السكر الأبيض، ومن أبرزها:
- السمنة: يعد السكر أحد العوامل الرئيسية المسببة للسمنة، لا سيما عند الأطفال، مما دفع الحكومات الأوروبية إلى اتخاذ تدابير صارمة.
- مرض السكري: يرتبط الإفراط في استهلاك السكر بزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وهو مرض منتشر في أوروبا.
- أمراض القلب: أظهرت الدراسات أن الاستهلاك المرتفع للسكر يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
تواصل الدول الأوروبية جهودها لمكافحة الاستهلاك المفرط للسكر، من خلال الضرائب، والتوعية، وتحسين جودة الأغذية، في محاولة لتعزيز أنماط حياة صحية بين مواطنيها، يبدو أن هذا التوجه لن يتوقف قريبًا، مع ازدياد الوعي العالمي حول أضرار السكر الأبيض.