لا تخلو الأعمال السينمائية مهما بلغت دقتها من هنات إخراجية وأخطاء تصويرية قد لا يلحظها الجمهور للوهلة الأولى لكنها حين تكتشف تصبح مادة خصبة للنقد والتحليل فالتفاصيل الدقيقة في الأفلام تعد جزءا لا يتجزأ من حبكة العمل، وواقعيته ومع ذلك كثيرا ما تتسلل الهفوات بسبب سرعة التنفيذ أو تكرار المشاهد، أو حتى زوايا التصوير غير المدروسة ما يجعل بعض الأخطاء تمر دون أن تلفت انتباه المشاهد العادي لكنها لا تغيب عن أعين النقاد والمتخصصين.
الهفوات السينمائية في الأعمال الكلاسيكية
من بين الأفلام التي حملت في طياتها أخطاء لم تكن جلية للمتابع عند صدورها فيلم معبودة الجماهير الذي يعد من روائع السينما العربية فقد ظهرت في أحد المشاهد يد أحد أعضاء فريق التصوير، وهي تضبط تسريحة البطلة خلف الكواليس بينما كانت الكاميرا تتابع المشهد الأساسي، و كما لوحظ تغيير غير مبرر في مواضع بعض الأغراض بين لقطة وأخرى مما يكشف عن خلل في استمرارية المشاهد هذه الأخطاء على بساطتها لا تؤثر على جوهر الفيلم لكنها تسلط الضوء على الجوانب الفنية الخفية التي قد لا ينتبه إليها إلا ذوو البصيرة النقدية.
بين سهو التنفيذ ومتعة الاكتشاف
إن وجود الأخطاء في الأفلام لا يعني بالضرورة ضعف الإنتاج أو قلة احترافية القائمين عليه بقدر ما يعكس تعقيد العملية السينمائية وتشعب تفاصيلها بل إن بعض المشاهدين يجدون.