من المدهش أن الشطاف، رغم كونه عنصرًا أساسيًا في الحمامات بالعديد من الدول العربية والآسيوية، لا يحظى بأي انتشار يُذكر في أوروبا وأمريكا!! والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يعتمد هذا الابتكار البسيط رغم فوائده الصحية والبيئية الواضحة؟ الإجابة تكمن في عدة عوامل تاريخية، ثقافية، واقتصادية تسببت في هيمنة ورق التواليت كوسيلة رئيسية للنظافة.
الجذور الثقافية والتاريخية
يرجع الأمر إلى قرون مضت، حيث لم يكن الشطاف جزءًا من التقاليد الأوروبية والأمريكية، رغم أنه ظهر لأول مرة في فرنسا في القرن الثامن عشر، إلا أنه لم يحظَ بقبول واسع، بل على العكس، ارتبط استخدامه حينها بعادات غير مألوفة، ومع مرور الزمن، أصبح ورق التواليت هو البديل الأكثر انتشارًا نظرًا لسهولة استخدامه واعتياد الناس عليه.
الأسباب الاقتصادية واللوجستية
بجانب العادات المتوارثة، هناك عوائق عملية تمنع انتشار الشطاف، إذ تتطلب تركيبه تعديلات في أنظمة السباكة، مما قد يكون مكلفًا وغير عملي في بعض المنازل القديمة أو الشقق الصغيرة، بالإضافة إلى أن الشركات الكبرى تهيمن على سوق ورق التواليت، مما يجعل من الصعب تغيير العادات الاستهلاكية بسهولة.
هل يمكن أن يتغير الوضع في المستقبل؟
مع ازدياد الوعي البيئي والرغبة في تقليل استخدام الورق، بدأت بعض المجتمعات الغربية تتجه نحو حلول أكثر استدامة، وربما يكون الشطاف أحدها، لكن ما إذا كان سيلقى قبولًا واسعًا أم لا، فهذا ما ستكشفه السنوات القادمة.