أظهرت أبحاث جديدة العلاقة بين استخدام تطبيقات الحمية واللياقة البدنية وتزايد مشاكل صورة الجسم وعادات الأكل الإشكالية، لا سيما بين الشباب.
وقد تطرقت هذه الدراسات إلى التحدي المتمثل في الفرق الدقيق بين استخدام هذه التطبيقات كأداة تحفيزية وبين استخدامها لإدامة سلوكيات خطيرة قد تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والبدنية وفقًا لما ذكره موقع New Atlas نقلاً عن دورية Body Image.
عواقب سلبية غير مقصودة
في الوقت الذي توفر فيه التطبيقات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء وسيلة فعالة لمراقبة النظام الغذائي ومتابعة اللياقة البدنية – وهو أمر مفيد – إلا أن لها عواقب سلبية غير متوقعةز
في دراسة حديثة قامت مجموعة من الباحثين من جامعة فليندرز في أستراليا بمراجعة منهجية للدراسات التي فحصت استخدام تطبيقات مراقبة الحمية واللياقة البدنية وربطها بمشاكل صورة الجسم واضطرابات الأكل والتمارين القهرية.
قالت إيزابيلا أندربيرغ الباحثة الرئيسية في الدراسة من جامعة فليندرز: “تسوق تطبيقات الحمية واللياقة البدنية كأدوات لتحسين الصحة، ولكنها قد تؤدي أيضًا إلى تأثيرات سلبية غير مقصودة مثل الضغط لتحقيق أهداف محددة والقلق بشأن صورة الجسم والشعور بالذنب إذا لم تتحقق هذه الأهداف”.
وأضافت: “على الرغم من أن هذه التطبيقات قد تحفز على زيادة النشاط البدني إلا أنه يجب دراسة تأثيراتها على الصحة النفسية بعناية”.
قام الباحثون بمراجعة الأبحاث المنشورة بعد عام 2007 حول أربعة مفاهيم رئيسية: (تطبيقات الحمية واللياقة البدنية، اضطرابات الأكل، صورة الجسم، التمارين القهرية).
شملت المراجعة 38 دراسة معظمها استخدم منهجيات كمية مع وجود بعض الدراسات التي اعتمدت على أساليب نوعية أو مختلطة أجريت الدراسات في العديد من الدول مثل الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا والصين وغيرها.
في هذه الدراسات تم فحص تأثيرات تطبيقات مراقبة النظام الغذائي واللياقة البدنية معًا أو بشكل منفصل، ووجد الباحثون أن استخدام تطبيقات النظام الغذائي كان مرتبطًا بزيادة الانشغال بالطعام وتنظيم تناول السعرات الحرارية بينما كانت تطبيقات مراقبة اللياقة البدنية مرتبطة بشكل أكبر بالتمارين القهرية وذلك بفضل قدرتها على تتبع الأنشطة الرياضية بشكل دقيق.
أظهرت نتائج البحث النوعي أن فوائد استخدام التطبيقات تتضمن زيادة الدافع للمشاركة في الأنشطة البدنية والحصول على معلومات صحية، ولكنها ترتبط أيضًا بمخاوف من الترويج للنحافة كأيديولوجية مثالية والضغوط لتحقيق أهداف متعلقة بالنظام الغذائي أو اللياقة البدنية والشعور بالذنب عندما لا يتم تحقيق هذه الأهداف.
أشارت أندربيرغ إلى أن الشباب الذين يستخدمون هذه التطبيقات كانوا أكثر عرضة لتطوير سلوكيات غذائية مقيِّدة أو ضارة وأفكار سلبية بشأن صورة أجسامهم مقارنة بمن لا يستخدمون هذه التطبيقات وأضافت أن التركيز على الوزن والقيود الغذائية قد يؤدي إلى تعميق المخاوف المرتبطة بهذه القضايا مما يفاقم من مشاكل الصحة النفسية.