تحيط بالأرض إشعاعات مؤينة، وهي موجات عالية الطاقة قادرة على نزع الإلكترونات من الذرات في أجسامنا، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل السرطان ، لحسن الحظ، يوفر المجال المغناطيسي للأرض والغلاف الجوي حماية فعالة، إذ يمنع معظم هذه الأشعة الخطرة القادمة من الشمس والمجرات والنجوم المتفجرة في أعماق الفضاء من الوصول إلينا، لكن خارج الغلاف الجوي، كما هو الحال في محطة الفضاء الدولية، يتعرض رواد الفضاء لمستويات مرتفعة من الإشعاع المؤين، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
لماذا تسمح ناسا لرواد الفضاء الرجال بالبقاء في الفضاء مدة أطول من النساء

لهذا السبب، تفرض وكالة ناسا حدًا أقصى لمستويات الإشعاع التي يمكن أن يتعرض لها رواد الفضاء طوال حياتهم في عام 1989، تم وضع مقياس متدرج يأخذ في الاعتبار العمر والجنس لتحديد مستويات الجرعات الإشعاعية المسموح بها، بناءً على مخاطر الإصابة بالسرطان وقد أظهرت الدراسات وجود فرق في التأثير بين الرجال والنساء، إذ يبلغ الحد الأدنى 180 ملي سيفرت للنساء في عمر 30 عامًا، بينما يصل الحد الأقصى إلى 700 ملي سيفرت للرجال في عمر 60 عامًا.
ولكن لماذا يسمح لرائدات الفضاء بمستوى إشعاع أقل من الرجال؟
وفقًا لجوليان بريستون، من وكالة حماية البيئة الأمريكية، فإن ناسا استندت إلى أبحاث تشير إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بمرتين مقارنة بالرجال عند التعرض لنفس مستويات الإشعاع وأضاف بريستون أن الدراسات المستندة إلى الناجين من القنبلة الذرية في اليابان أظهرت أن النساء أكثر حساسية للإشعاع المؤين من الرجال، لا سيما فيما يتعلق بسرطان الرئة.