اللغة العربية بحر واسع من القواعد والمفردات التي قد تضع حتى أكثر المتفوقين في مأزق وبينما يعتقد البعض أنهم متمكنون من قواعدها وتظهر بعض الأسئلة التي تثير الحيرة والجدل ومن بين هذه الأسئلة التي أوقعت ملايين الطلاب في الحيرة، سؤال: “ما هو جمع كلمة كفيف؟” والمفاجأة أن المدرسين أنفسهم لم يتمكنوا من الإجابة بسهولة! فهل جمعها هو “كفيفون”؟ أم “أكِفَّاء”؟ أم أن هناك إجابة غير متوقعة؟ ، وفي هذا المقال سنكشف الإجابة الصحيحة ونستعرض أصل ومعنى كلمة “كفيف” بالإضافة إلى استخدامها عبر العصور.
الجمع الصحيح لكلمة “كفيف”
عند البحث في قواعد اللغة العربية نجد أن الجمع الصحيح لكلمة “كفيف” هو “كُفَّاف” وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن الجمع هو “كفيفون” أو “أكِفَّاء” فإن هذا غير دقيق وفقًا للمعاجم العربية الموثوقة.
- “كُفَّاف” هو الجمع القياسي المعتمد في اللغة العربية ويستخدم للإشارة إلى مجموعة من المكفوفين.
- بينما “أكِفَّاء” هو جمع لكلمة “كفء” وليس “كفيف” وهو الخطأ الذي يقع فيه كثير من الناس.
الجذور اللغوية لكلمة “كفيف”
كلمة “كفيف” مشتقة من الجذر الثلاثي “ك ف ف” والذي يحمل معنى التوقف أو الامتناع وفي هذا السياق تعني “كفيف” الشخص الذي توقفت أو امتنعت قدرته على الرؤية وهذا يوضح كيف أن اللغة العربية تعتمد على جذور الكلمات لإنتاج معانٍ دقيقة ، فبمجرد تحليل الجذر نفهم لماذا استُخدمت كلمة “كفيف” للإشارة إلى فاقدي البصر.
المعنى العميق لكلمة “كفيف”
على الرغم من أن كلمة “كفيف” تشير إلى الشخص الذي لا يرى إلا أنها تحمل أبعادًا أعمق:
- بعد طبي: يُستخدم المصطلح لوصف الأشخاص الذين فقدوا القدرة على الإبصار بشكل كلي أو جزئي.
- بعد اجتماعي وإنساني: تشير إلى فئة من الأشخاص الذين يواجهون تحديات يومية ولكنهم يتمتعون بإرادة قوية ويحققون إنجازات مذهلة.
- بعد مجازي: تُستخدم أحيانًا في الأدب والشعر للدلالة على عدم القدرة على الإدراك أو الفهم مثل “كفيف البصيرة” للإشارة إلى شخص لا يدرك الحقيقة.
تطور استخدام كلمة “كفيف” عبر العصور
اليكم تفاصيل تطور استخدام كلمة كفيف عبر العصور كالتالى:
- في الجاهلية : كان يُنظر إلى المكفوفين نظرة متباينة، حيث اعتبرهم البعض ضعفاء، بينما مجّدهم آخرون في الأشعار بوصفهم حكماء ومتأملين في الحياة.
- في العصور الإسلامية : حظي المكفوفون بمكانة خاصة وكان هناك اهتمام كبير بتعليمهم وتوفير حياة كريمة لهم ومن أبرز المكفوفين في التاريخ الإسلامي الشاعر بشار بن برد الذي كان من أعظم شعراء العصر الأموي رغم فقدانه للبصر.
- في العصر الحديث : أصبح هناك وعي أكبر بحقوق المكفوفين وأُدخلت التكنولوجيا والتقنيات الحديثة لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع مثل تطبيقات القراءة الصوتية وطباعة الكتب بلغة “برايل”.