تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، خلال الساعات الماضية، صورة قاسية تم التقاطها من على قبر متوفي، تشير إلى أن صاحب هذا القبر لم يقض دينه وأن المقرض لم يسامحه أبدا، الأمر الذي أثار حالة من الجدل بين رواد السوشيال ميديا بين مدافع عن حق المقرض وبين من يحثه على التسامح.
رسالة على قبر متوفي تثير الجدل
وجاء في الصورة المتداولة بشكل واسع على السوشيال ميديا في الورقة الموضوع على قبر المتوفي: “ليا عندك وفي ذمتك 6 آلاف دولار، الله يجعلها حديد ونار على جسدك” وأرفق بالورقة صور إقرار تثبت أخذ المتوفى هذا المبلغ، جاء فيها: “قر أنا.. أني أخذت مبلغ ستة ألف دولار أمريكي، وهذا إقرار مني بذلك”، مع إمضاء المتوفى والشاهد.
وتباينت تعليقات رواد السوشيال ميديا بشأن الرسالة القاسية، حيث كتب أحد النشطاء “من الأفضل أن يسامحه ويعوضه الله”، وكتب آخر “يفضل سامحه ما تعرفش نيته”، وعلق آخر بقوله“حقا ما يرحم اللي مات دا شقى وتعب فيهم”، في حيث كتب آخر “موقف صعب جدااااااا”.
هل يجوز قضاء دين الميت من الزكاة؟
في نفس السياق، كشفت دار الإفتاء المصرية حكم قضاء دين الميت من الزكاة، حيث قالت أمانة الفتوى، إن “من أصناف التي يصرف إليها الزكاة الغارمون لقوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ}.. [التوبة : 60]، والغارمون جمع غارم، وهو مَن عليه دَيْن ولا يستطيع الوفاء به، ودائِنُه يطلق عليه الغَريم، والغُرْمُ معناه اللزوم، ومنه سمي الغارم لأن الدين لزمه، والغريم لملازمته المدين. وهناك نوع آخر من الغرماء يطلِق عليه الفقهاء: الغرماء لمصلحة الغير؛ كأن يكون بين قبيلتين أو حيين فتنة، يكون فيها قتل نفس أو إتلاف مال، فيتحمله لأجل الإصلاح بينهم. فأول النوعين لا يستحق الزكاة بما يؤدي دينه إلا إذا لم يجد سدادًا، والنوع الآخر يستحق الزكاة وإن كان غنيًّا”.
وجاء ذلك ردا على سؤال ورد لصفحة الإفتاء جاء نصه “مات شخص وعليه دين، وليس له أو لورثته مال يُقضَى منه هذا الدين، فأراد أحد الأشخاص التبرع بسداده، فهل يجوز أن يخصم قيمة المبلغ المسدَّد به الدين من الزكاة أم لا؟”.
وقالت الإفتاء في ردها “سداد دين الغارم -ولو من غير الزكاة- من أعظم القربات وأفضل الطاعات، فهو من قبيل تفريج الكروب وإزالة الهموم، وفي حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من نَفَّسَ عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّسَ الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على مُعسِر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)). [رواه مسلم]”.