تُعتبر اللغة العربية بحرًا واسعًا من المفردات والتراكيب اللغوية التي تحمل معاني عميقة ومتعددة. ومن بين الكلمات التي تثير التساؤل بين متعلمي اللغة وحتى بعض المتخصصين هي كلمة “عار” ، فهل لهذه الكلمة جمع معروف في معاجم اللغة العربية؟ وهل هناك أكثر من صيغة معتمدة للجمع؟ ، وفي هذا المقال نستعرض الإجابة الصحيحة كما أوضحها دكتور جامعي متخصص في اللغة العربية مع تحليل دلالي للكلمة واستخداماتها المختلفة عبر العصور.
ما هو الجمع الصحيح لكلمة “عار”
على الرغم من أن كلمة “عار” تُستخدم عادة بصيغتها المفردة في معظم السياقات إلا أن بعض المعاجم تشير إلى إمكانية جمعها بصيغ مثل “أعْيار” أو “معايِر” ، ومع ذلك يظل استخدامها الجمعي نادرًا جدًا، حيث إن الكلمة تُستخدم غالبًا للإشارة إلى معنى مجرّد لا يحتاج إلى الجمع مثل “العار يلاحق فلانًا” أو “هذا عارٌ على المجتمع”.
الجذور اللغوية وأصل كلمة “عار”
يرجع أصل كلمة “عار” إلى الجذر (ع-ي-ر) الذي يدل على العيب والخزي وقد ارتبط هذا المفهوم في الثقافة العربية القديمة بفكرة الشرف والكرامة ، ولذلك كان استخدام الكلمة في النصوص الأدبية والتاريخية مرتبطًا بتوصيف الأمور التي تُسبب العيب الاجتماعي أو الأخلاقي.
المعاني والدلالات المختلفة لكلمة “عار”
تحمل كلمة “عار” معنى الخزي أو العيب الذي يلحق بالفرد أو الجماعة نتيجة تصرف غير مقبول وتستخدم الكلمة في سياقات متعددة سواء في المجال الاجتماعي مثل وصف أفعال مخزية أو في المجال السياسي والإعلامي عند الإشارة إلى أحداث أو قرارات تُعد مشينة.
كيف تغير استخدام كلمة “عار” عبر العصور
اليكم تفاصيل استخدام كلمة عار وتغيرها عبر العصور وهى :
- في العصر الجاهلي: كان العار مرتبطًا بشرف القبيلة ويشمل أمورًا مثل الجبن في القتال أو المساس بالنسب.
- في العصر الإسلامي: تحول استخدام الكلمة ليشمل الذنوب والمعاصي، حيث حذر الإسلام من الأفعال التي تجلب العار على الفرد والمجتمع.
- في العصر الحديث: توسع استخدام المصطلح ليشمل قضايا اجتماعية وسياسية، حيث يُستخدم في وصف الأفعال أو القرارات التي تثير استياءً عامًا مثل “هذه الجريمة عارٌ على المجتمع”.