” 5% بس اللي عرفوا يحلوها ” .. ماهو جمع كلمة عار في معجم اللغة العربية .. خبير لغوي يكشف عن الإجابة الصحيحة!!!

تُعد اللغة العربية من أغنى اللغات من حيث المفردات والتراكيب، إذ تحمل كل كلمة دلالات متعددة تتغير وفقًا للسياق. ومن بين الكلمات التي تُثير التساؤل بين دارسي اللغة وحتى بعض المتخصصين، كلمة “عار”، فهل لها جمعٌ معتمد في المعاجم العربية؟ وهل هناك أكثر من صيغة مقبولة لهذا الجمع؟ في هذا المقال، نوضح الإجابة كما قدّمها أستاذ جامعي متخصص في اللغة العربية، مع تحليل دلالي للكلمة واستعراض تطور استخدامها عبر العصور.

هل لكلمة “عار” جمعٌ صحيح؟

تُستخدم كلمة “عار” غالبًا بصيغتها المفردة في معظم السياقات، إذ تعبّر عن مفهوم مجرّد لا يحتاج إلى الجمع، كما في الجمل: “العار يلاحق فلانًا” أو “هذا عارٌ على المجتمع”. ومع ذلك، تُشير بعض المعاجم إلى إمكانية جمعها على صيغتين نادرتي الاستخدام:

  • “أعْيار”
  • “معايِر”

ورغم وجود هذه الصيغ، إلا أن استخدامها قليل جدًا، لأن كلمة “عار” تعبّر عن حالة معنوية مجردة، مما يجعل الحاجة إلى جمعها غير شائعة في اللغة العربية الفصيحة.

أصل كلمة “عار” وجذورها اللغوية

ترجع كلمة “عار” إلى الجذر (ع-ي-ر)، الذي يحمل دلالات ترتبط بالعيب والخزي والانتقاص. وقد ارتبط هذا المفهوم في الثقافة العربية القديمة بفكرة الشرف والكرامة، مما جعل الكلمة تُستخدم لوصف الأمور التي تُسبب الإهانة أو الانحطاط الاجتماعي.

في المعاجم القديمة، وردت كلمة “عار” بمعنى الخزي أو الذل الذي يلحق بالإنسان نتيجة فعل مُستنكر، وهو معنى ظل حاضرًا في الأدب العربي بمختلف عصوره.

المعاني والدلالات المختلفة لكلمة “عار”

تحمل كلمة “عار” معاني متعددة حسب السياق، لكنها غالبًا تشير إلى:

  • الخزي أو العيب الاجتماعي: كما في قولهم “تصرفه جلب له العار”.
  • المذمّة الأخلاقية: حيث يُستخدم المصطلح لوصف الأفعال غير المقبولة أخلاقيًا.
  • الإدانة السياسية أو الاجتماعية: كما يُقال “هذه الجريمة عارٌ على المجتمع”.

وتتعدد استخدامات الكلمة لتشمل مجالات مختلفة مثل السياسة، والإعلام، والأدب، حيث تُستخدم للتعبير عن استنكار الأفعال أو القرارات التي تثير استياءً عامًا.

تطور استخدام كلمة “عار” عبر العصور

مرّت كلمة “عار” بتغيرات دلالية عبر الأزمنة، حيث اكتسبت معاني جديدة وتأثرت بالسياقات الاجتماعية المختلفة:

  • في العصر الجاهلي: كان العار مرتبطًا بشرف القبيلة، ويشمل الجبن في القتال أو المساس بالنسب أو الإخلال بالأعراف القبلية.
  • في العصر الإسلامي: تحوّل المعنى ليشمل الذنوب والمعاصي، إذ حذّر الإسلام من الأفعال التي تُسبب العار للفرد أو المجتمع، مع التركيز على التوبة والإصلاح.
  • في العصر الحديث: توسّع استخدام الكلمة ليشمل قضايا اجتماعية وسياسية، حيث تُستخدم لوصف أفعال أو قرارات تُثير غضب الرأي العام، مثل “الفساد عارٌ على الحكومة” أو “انتهاك الحقوق عارٌ على المجتمع”

تُعد كلمة “عار” من الكلمات التي تحمل طابعًا معنويًا مجردًا، مما يجعل استخدامها في صيغة الجمع نادرًا جدًا، وإن كانت بعض المعاجم تُجيز صيغتي “أعْيار” و**”معايِر”**. ورغم ثبات معناها الأساسي المرتبط بالخزي والعيب، إلا أن دلالاتها تطورت عبر العصور لتشمل السياقات الاجتماعية، والسياسية، والأخلاقية، مما يجعلها من المصطلحات القوية في التعبير عن الاستنكار والإدانة في مختلف المجالات.