يعد فيلم “أفواه وأرانب” واحدًا من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، حيث قدمت فيه الفنانة القديرة فاتن حمامة أداءً استثنائيًا جعل العمل محفورًا في ذاكرة الجمهور حتى اليوم، ورغم مرور 44 عامًا على عرضه الأول، فإن عشاق السينما لاحظوا مؤخرًا خطأ غير ملحوظ في أحد المشاهد، وهو ما أثار دهشة الكثيرين، خاصة أن الفيلم يعرف بدقته وإتقان صناعته.
ما هو الخطأ الذي لم يلاحظه أحد
في أحد المشاهد الشهيرة، تظهر “نعمت”، الشخصية التي تؤديها فاتن حمامة، وهي تعمل في قطف البرتقال داخل المزرعة، لكن المدققين لاحظوا أن بعض الأشجار في الخلفية لم تكن أشجار برتقال على الإطلاق، بل أشجار لفاكهة أخرى لا تتماشى مع السياق، كما أشار البعض إلى أن إحدى اللقطات تظهر فيها سلة ممتلئة بالبرتقال، بينما في اللقطة التالية مباشرة تظهر السلة شبه فارغة دون أي تفسير منطقي لهذا التغيير السريع، وهذا النوع من الأخطاء يعرف باسم الأخطاء الاستمرارية، وهو شائع في العديد من الأفلام لكنه غالبًا ما يمر دون أن يلاحظه المشاهد العادي.
لماذا لم يكتشف هذا الخطأ مبكرًا
نظرًا لأن الفيلم تم إنتاجه في السبعينيات، ولم تكن هناك تقنيات حديثة مثل “الإيقاف البطيء” أو تحليل المشاهد بدقة عالية كما هو الحال اليوم، لم يلتفت أحد إلى هذه التفاصيل الصغيرة، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتزايد اهتمام الجمهور بتفاصيل الأفلام الكلاسيكية، بدأ بعض المشاهدين في التدقيق أكثر في هذه الأعمال واكتشاف أخطاء لم تكن مرئية من قبل.
هل يؤثر هذا الخطأ على قيمة الفيلم؟
بالطبع لا، فـأفواه وأرانب يظل من أهم الأفلام التي تناولت قضايا الفقر والعدالة الاجتماعية في المجتمع المصري، وأداء فاتن حمامة كان استثنائيًا لدرجة أن هذه الأخطاء الصغيرة لم تؤثر على جودة العمل أو على الرسالة القوية التي قدمها، وفي النهاية، تبقى هذه الاكتشافات مجرد تفاصيل طريفة تضاف إلى تاريخ الفيلم، دون أن تنقص من قيمته كتحفة فنية خالدة.