في عالم الزراعة، هناك محاصيل تعد كنوزًا خفية لا يعرف قيمتها الكثيرون، ومن بين هذه الكنوز نبتة الجوجوبا، التي أصبحت واحدة من أغلى المحاصيل الزراعية في مصر. هذه الشجيرة الصحراوية تنتج بذورًا تُستخرج منها زيوت ذات قيمة اقتصادية عالية، حتى أن سعر الطن الواحد من زيت الجوجوبا قد يصل إلى أكثر من مليون جنيه، وهو ما يجعل مكاسبها تفوق التصور. بل إن الفدان المزروع بها يمكن أن يجني لصاحبه عائدًا قد يوازي ثمن شقة في التجمع الخامس!
ما هي الجوجوبا؟
الجوجوبا (Simmondsia chinensis) هي شجيرة معمرة تتحمل الظروف الصحراوية القاسية، وتنمو بشكل رئيسي في المناطق الجافة وشبه الجافة. موطنها الأصلي هو صحاري أمريكا الشمالية، لكنها أثبتت نجاحًا مذهلًا في مصر، خصوصًا في الأراضي المستصلحة حديثًا. تنتج الجوجوبا بذورًا تحتوي على زيت فريد من نوعه، يشبه إلى حد كبير زيوت الحيتان، مما يجعله مطلوبًا في العديد من الصناعات.
لماذا تعتبر الجوجوبا كنزًا زراعيًا؟
- عائد اقتصادي ضخم: سعر طن زيت الجوجوبا يمكن أن يتجاوز مليون جنيه، مما يجعلها من أكثر المحاصيل ربحية في العالم.
- طلب عالمي متزايد: يدخل زيت الجوجوبا في صناعات مستحضرات التجميل، الأدوية، زيوت التشحيم عالية الجودة، وحتى في الوقود الحيوي، مما يزيد من قيمته السوقية.
- تحمل الجفاف: لا تحتاج الجوجوبا إلى كميات كبيرة من المياه، مما يجعلها مثالية للزراعة في المناطق الصحراوية والمستصلحة حديثًا.
- عمر طويل وإنتاج مستمر: تعيش الشجرة لأكثر من 100 عام، وتبدأ في الإنتاج بعد 3-4 سنوات فقط، مما يضمن استثمارًا طويل الأمد.
- التوفير في التكاليف: مقاومة طبيعية للأمراض والآفات، مما يقلل الحاجة إلى المبيدات والأسمدة الكيميائية المكلفة.
الاستثمار في الجوجوبا في مصر
في السنوات الأخيرة، بدأت مصر تتوسع في زراعة الجوجوبا، خاصة في مناطق مثل الواحات، سيناء، وشرق العوينات. الحكومة والمستثمرون يشجعون على زراعة هذه النبتة نظرًا لما تحققه من مكاسب ضخمة، وتحقيق الأمن الزراعي، وتعزيز الصادرات المصرية.
تكاليف زراعة الفدان من الجوجوبا تتراوح بين 40-60 ألف جنيه، لكنه يبدأ في تحقيق أرباح بعد السنة الثالثة، حيث يمكن أن يصل إنتاج الفدان إلى طن من البذور سنويًا، مما يعادل أكثر من 300 ألف جنيه كدخل سنوي، ويرتفع الرقم مع زيادة عمر الأشجار.
مستقبل الجوجوبا في مصر
مع ارتفاع الطلب العالمي على المنتجات الطبيعية، تبدو الجوجوبا خيارًا استراتيجيًا لمستقبل الزراعة المصرية. دعم الدولة لهذا القطاع قد يجعله أحد أهم مصادر الدخل القومي في السنوات القادمة.