مع حلول شهر رمضان المبارك، تتصاعد التحذيرات الصادرة عن الأوساط الطبية بشأن المخاطر الصحية الناجمة عن بعض العادات الغذائية غير الصحية التي يمارسها البعض خلال هذا الشهر الفضيل، ويأتي في مقدمة هذه المخاطر، تناول الطعام خارج المنزل، الذي يرى فيه أطباء الجهاز الهضمي سببًا رئيسيًا محتملًا لزيادة معدلات الإصابة بجرثومة المعدة (Helicobacter pylori).
تناول الطعام في الخارج وجرثومة المعدة
أوضح متخصصو الجهاز الهضمي أن عادة تناول الطعام في المطاعم والمقاهي أو حتى من الباعة المتجولين خلال شهر رمضان قد تساهم بشكل كبير في انتقال بكتيريا جرثومة المعدة، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل محتملة، من بينها عدم الالتزام بمعايير النظافة الصحية اللازمة في بعض هذه الأماكن، سواء فيما يتعلق بتحضير الطعام أو نظافة الأدوات المستخدمة.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور إسلام رشاد، استشاري الجهاز الهضمي والكبد، على أن الالتزام الصارم بقواعد النظافة الشخصية، مثل غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد استخدام دورة المياه، بالإضافة إلى الحرص الشديد عند اختيار أماكن تناول الطعام والتأكد من سمعتها والتزامها بمعايير السلامة الغذائية، يلعب دورًا حاسمًا في تقليل فرص الإصابة بهذه الجرثومة المزعجة.
آلية انتقال جرثومة المعدة
كشف خبراء الصحة عن أن جرثومة المعدة تنتقل بشكل أساسي عبر تناول الطعام أو الشراب الملوث بالبكتيريا، ويمكن أن يحدث هذا التلوث نتيجة لعدة ممارسات خاطئة، مثل عدم غسل الأيدي جيدًا بعد استخدام المرحاض وقبل تحضير أو تناول الطعام، أو بسبب الرذاذ الناتج عن العطس أو السعال أثناء إعداد الطعام من قبل شخص مصاب.
وأضاف الدكتور إسلام رشاد أن استخدام أدوات المائدة المشتركة، مثل الملاعق والشوك والصحون والأكواب، في الأماكن العامة أو حتى داخل الأسرة إذا كان أحد أفرادها مصابًا بالجرثومة، قد يمثل وسيلة فعالة لانتقال البكتيريا الحلزونية من الشخص المصاب إلى شخص سليم.
أعراض جرثومة المعدة وتأثيرها المحتمل على الصائم
أشار الدكتور رشاد إلى أن الإصابة بجرثومة المعدة قد تتسبب في ظهور مجموعة من الأعراض المزعجة، والتي تشمل آلامًا حادة ومتكررة في منطقة البطن، الشعور بالحموضة والحرقة في المعدة والمريء، الغثيان الذي قد يصل إلى حد القيء في بعض الحالات، فقدان الشهية والرغبة في تناول الطعام، بالإضافة إلى احتمالية حدوث ارتجاع في المريء.
وشدد على أن هذه الأعراض يمكن أن تزيد من صعوبة تجربة الصيام خلال شهر رمضان، حيث قد تؤدي إلى الشعور بالضعف والإرهاق وعدم القدرة على التركيز في العبادات والأنشطة اليومية. كما أن تفاقم هذه الأعراض قد يستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا وربما الإفطار في بعض الحالات.
إرشادات وقائية هامة للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي في رمضان
قدم استشاري الجهاز الهضمي والكبد مجموعة من النصائح والتوصيات الهامة التي تساهم في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتقليل خطر الإصابة بجرثومة المعدة وغيرها من المشكلات الهضمية خلال شهر رمضان الكريم، وتضمنت هذه الإرشادات ما يلي:
* الحرص في اختيار مصادر الطعام: يجب التأكد من نظافة المكان الذي يتم منه شراء الطعام، وتجنب تناول الأطعمة المكشوفة أو التي تبدو غير طازجة أو مُحضرة في ظروف غير صحية.
* الالتزام بغسل اليدين: من الضروري غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية قبل تناول أي وجبة وبعد استخدام المرحاض، وكذلك بعد لمس الأسطح العامة.
* تقسيم وجبة الإفطار: يُفضل تقسيم وجبة الإفطار إلى وجبتين صغيرتين يفصل بينهما فترة زمنية، وذلك لتقليل العبء والضغط على المعدة وتسهيل عملية الهضم.
* تجنب الأطعمة المهيجة: يجب الابتعاد عن تناول الأطعمة الحارة والمملحة والمقلية والأطعمة الحمضية التي قد تزيد من حموضة المعدة وتهيج الأغشية المخاطية.
* الاعتدال في تناول الحلويات: يُنصح بالاعتدال في تناول الحلويات الرمضانية الغنية بالسكريات والدهون، حيث أنها قد تسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي.
* تجنب المشروبات المنبهة: يُفضل تقليل أو تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية، خاصة على معدة فارغة، واستبدالها بالماء بكميات كافية والمشروبات العشبية الطبيعية والمهدئة.
* الحرص على نظافة أدوات المائدة: عند تناول الطعام خارج المنزل، يُفضل التأكد من نظافة الأدوات المستخدمة، وفي حال الشك، يمكن استخدام أدوات شخصية إذا أمكن.