قد يبدو الأمر منطقيًا عند التفكير فيه لأول مرة، فوجود مظلات على متن الطائرات يمكن أن يبدو كوسيلة أمان إضافية للركاب في حالة الطوارئ، لكن الواقع مختلف تمامًا، حيث توجد عدة أسباب تقنية وعملية تجعل استخدام المظلات في الطائرات التجارية أمرًا غير واقعي.
1. السرعة الهائلة للطائرة تعيق القفز الآمن
عند تحليق الطائرة على ارتفاعات شاهقة، تصل سرعتها إلى أكثر من 900 كم/ساعة، هذه السرعة تعني أن القفز من الطائرة دون حماية متخصصة قد يؤدي إلى إصابات جسيمة أو حتى الوفاة بسبب الصدمة الناجمة عن الاصطدام بالهواء بسرعة هائلة، ما أن فرق الضغط الكبير بين داخل الطائرة وخارجها يمكن أن يسبب مشكلات خطيرة للجسم.
2. نقص الأكسجين في الارتفاعات العالية
تحلق الطائرات التجارية على ارتفاعات تصل إلى 35,000 قدم، حيث يكون مستوى الأكسجين منخفضًا جدًا، في هذه الظروف، قد يفقد الشخص وعيه في غضون ثوانٍ معدودة دون توفر معدات أكسجين خاصة مثل تلك التي يستخدمها القافزون المحترفون في القفزات العالية.
3. طبيعة الحوادث الجوية تجعل القفز مستحيلًا
الإحصاءات تشير إلى أن معظم حوادث الطائرات تحدث أثناء مرحلتي الإقلاع والهبوط، وليس أثناء التحليق على ارتفاع عالٍ، في مثل هذه الحالات، يكون الوقت غير كافٍ لاستخدام المظلات، حيث تكون الطائرة قريبة جدًا من الأرض أو في وضع غير مستقر.
4. مخاطر الفوضى والتدافع
في حالة الطوارئ، قد يؤدي توزيع المظلات إلى تدافع خطير بين الركاب، مما يزيد من احتمالية وقوع إصابات أكثر من الفائدة المرجوة من القفز بالمظلة، كما أن القفز الجماعي من الطائرة في مثل هذه الظروف قد يتسبب في تصادم الركاب ببعضهم أثناء السقوط، مما يزيد من خطورة الموقف.
هل يمكن للطائرات التجارية استخدام أنظمة هبوط بالمظلات؟
بعض الطائرات الصغيرة الخاصة مجهزة بأنظمة هبوط بالمظلات للطائرة بأكملها، مثل طائرات “Cirrus SR22″، التي تحتوي على مظلة ضخمة يتم نشرها تلقائيا في حالة الطوارئ، ولكن بالنسبة للطائرات التجارية الكبيرة، فإن وزنها الضخم وحجمها يجعل هذا الحل غير عملي تمامًا.