إذا كنت قد سافرت إلى أوروبا أو شاهدت مقاطع فيديو عن الحياة هناك، فقد تلاحظ غياب الشطاف في معظم الحمامات، وهو أمر قد يبدو غريبا للعديد من الأشخاص، خاصة في الدول العربية والآسيوية. فبينما يعتبر الشطاف جزءا أساسيا من الحمام في منازلنا، إلا أن الأوروبيين يعتمدون على ورق المرحاض فقط، لكن لماذا؟ هل هناك سبب منطقي وراء ذلك، أم أن الأمر يتعلق بعادات وتقاليد متجذرة؟ الحقيقة قد تكون أغرب مما تتخيل!
الجذور التاريخية.. كيف بدأت القصة؟
للوهلة الأولى، قد تعتقد أن السبب وراء عدم استخدام الأوروبيين للشطاف هو مجرد اختلاف ثقافي، لكن القصة تعود إلى قرون مضت. في العصور الوسطى، لم يكن هناك أنظمة صرف صحي متطورة، وكانت الحمامات مجرد حفر أو دلاء يتم التخلص منها في الشوارع، مع تقدم الزمن، بدأت أوروبا في استخدام المراحيض الحديثة، ولكن بقي الاعتماد على ورق المرحاض الذي أصبح جزءا أساسيا من الثقافة الأوروبية.
أما الشطاف، فقد بدأ استخدامه لأول مرة في فرنسا خلال القرن السابع عشر، حيث اخترع البيديه (Bidet) كبديل للمياه الجارية في الحمام. لكن الغريب أن هذا الاختراع لم يلق رواجا في باقي الدول الأوروبية، بل ظل محصورا في بعض المناطق القليلة، وهو ما أدى إلى استمرار الاعتماد على ورق المرحاض حتى يومنا هذا.
الحرب العالمية الثانية.. هل لعبت دورا في منع انتشار الشطاف؟
أحد الأسباب المثيرة للاهتمام وراء غياب الشطاف في أوروبا هو تأثير الحرب العالمية الثانية. خلال الحرب، كانت البيديهات موجودة في بعض الدول الأوروبية، لكن انتشارها كان محدودا للغاية، وعندما دخل الجنود الأمريكيون إلى فرنسا، وجدوا أن البيديهات كانت شائعة في بيوت الدعارة، مما رسخ لديهم فكرة خاطئة بأن استخدامه مرتبط بالأماكن المشبوهة.