لا تحرم نفسك من أجرها.. متى تبدأ العشر الأواخر من رمضان وأجمل دعاء في ليلة القدر

يُعدّ شهر رمضان المبارك من أفضل الأيام للإكثار من الطاعات والعبادات، وتزداد هذه الفضائل وتتعاظم في العشر الأواخر منه، لما لها من مكانة عظيمة في الإسلام. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُولي هذه الأيام اهتمامًا بالغًا، ويُكثف فيها العبادة، ويُحيي لياليها، ويحثّ أصحابه وأمّته على اغتنامها.

فضل العشر الأواخر من رمضان

جاء في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله” (رواه البخاري ومسلم)، وهذا يدل على عظيم حرصه عليه الصلاة والسلام على استثمار هذه الأيام المباركة بالقيام والصلاة والدعاء والذكر وقراءة القرآن.

ومن أعظم فضائل العشر الأواخر أنها تضم ليلة القدر، وهي ليلة عظيمة أنزل الله فيها القرآن، وجعلها خيرًا من ألف شهر، كما قال تعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر: 3].

وتُعد هذه الليلة فرصة نادرة لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرّاها في العشر الأواخر، وخاصة في الليالي الوترية منها.

ويعد أجر الأعمال الصالحة في رمضان مضاعف، ولكن في العشر الأواخر يزداد الأجر والثواب، لما لها من بركة وفضل عظيم. فالصلاة، والصيام، والصدقة، وتلاوة القرآن، والدعاء، والاعتكاف، كلها أعمال عظيمة تُرفع بها الدرجات وتُكفَّر بها السيئات.

الاعتكاف في شهر رمضان

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى وفاته، كما جاء عن عائشة رضي الله عنها:
“أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده” (رواه البخاري ومسلم).

والاعتكاف هو التفرغ التام للعبادة في المسجد، وترك مشاغل الدنيا، والإقبال الكلّي على الله عز وجل.

وحث النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من الدعاء في هذه الأيام، ومن أفضل الأدعية ما أوصى به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عندما سألته: “يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أقول فيها؟” فقال:
“قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” (رواه الترمذي).