تعتبر الطائرات من وسائل النقل التي توفر الراحة والأمان للمسافرين، ولكن هناك تفاصيل قد تكون غير مرئية للعديد من الركاب، ومنها غياب “كرسي رقم 13” في بعض الطائرات، وبالأخص الطائرات السعودية. هذه الظاهرة ليست مقتصرة على الطائرات السعودية فقط، بل تُلاحظ أيضًا في شركات طيران عالمية أخرى. فما هو السبب وراء ذلك؟ وهل هناك بعد ثقافي أو نفسي يرتبط بهذه الممارسة؟ في هذا المقال، نستعرض الأسباب التي قد تفسر عدم وجود “كرسي رقم 13” في الطائرات السعودية.
الخوف من الرقم 13 (رهاب الرقم 13)
أحد الأسباب الرئيسية لعدم وجود “كرسي رقم 13” في الطائرات يعود إلى الخوف الثقافي والشائع من الرقم 13، وهو ما يعرف بـ “رهاب الرقم 13” أو Triskaidekaphobia. يعتقد البعض أن الرقم 13 يجلب الحظ السيء أو النحس. هذا الاعتقاد منتشر في العديد من الثقافات حول العالم، بما في ذلك في المجتمع السعودي، حيث يتم تجنب هذا الرقم في العديد من السياقات، من بينها الطائرات.
عادة ما يتجنب البعض، سواء من شركات الطيران أو الركاب أنفسهم، هذا الرقم في الطائرات لخلق بيئة نفسية أكثر راحة وأقل توترًا للركاب. إذ لا يتم فقط تجنب “كرسي رقم 13″، بل قد يتم أيضًا تجنب طوابق أو غرف تحمل نفس الرقم في الفنادق والمباني، ما يعكس مدى تأثير هذه الخرافة على اتخاذ القرارات في مجالات مختلفة.
2. التأثير النفسي على الركاب
بجانب الرهاب التقليدي من الرقم 13، يمكن أن يكون هناك عامل نفسي يلعب دورًا في تجنب هذا الرقم في الطائرات. فالنقل الجوي يثير في بعض الأحيان القلق والتوتر لدى الركاب، خاصة في الرحلات الطويلة أو لأولئك الذين لا يعتادون على السفر بالطائرة. لذا، قد تختار شركات الطيران عدم تضمين “كرسي رقم 13” لتفادي أي شعور بعدم الراحة أو الخوف غير المبرر عند بعض الركاب الذين يؤمنون بتلك الخرافات.
3. الجانب الديني والثقافي في المجتمع السعودي
في المجتمع السعودي، تلعب الثقافة والدين دورًا مهمًا في تحديد سلوكيات الناس، والتفاعل مع المعتقدات والممارسات الثقافية. بالرغم من أن الدين الإسلامي لا يخص الرقم 13 بأي حكم ديني أو تحذير، إلا أن البعض قد يعتبره من “الأرقام المشؤومة” بناءً على التقليد الشعبي. وهذا التقليد قد يكون له تأثير حتى في قطاعات مثل الطيران، حيث تهتم شركات الطيران بتوفير بيئة خالية من أي محفزات سلبية قد تؤثر على ركابها.
4. التوجه العالمي نحو تجنب الرقم 13
ليس هذا الاتجاه مقتصرًا على الطائرات السعودية فقط، بل يعد شائعًا في العديد من شركات الطيران العالمية. بعض الشركات الأجنبية، مثل الخطوط الجوية الأمريكية أو الأوروبية، تقوم أيضًا بتجنب تخصيص مقعد يحمل الرقم 13. هذه الممارسة ليست مجرد ظاهرة محلية أو ثقافية، بل تُظهر مدى تأثير المفاهيم الثقافية العالمية في صناعة الطيران.
5. البدائل المتاحة
بدلاً من تخصيص “كرسي رقم 13″، يتم تخصيص الرقم 14 أو 12A على سبيل المثال، مما يُبقي تنظيم المقاعد بشكل منطقي مع الحفاظ على الراحة النفسية للركاب. لذلك، هذه التعديلات هي بمثابة استجابة لاحتياجات الركاب الذين قد يعتقدون أن الرقم 13 قد يؤثر على رحلتهم سلبًا.
6. هل لهذا تأثير حقيقي؟
من الناحية العلمية، لا يوجد دليل على أن الرقم 13 يحمل أي تأثير على السلامة أو الأداء. فلا يمكن اعتبار أن عدم وجود “كرسي رقم 13” في الطائرات سيؤثر على رحلة الطائرة من حيث الأمان أو فاعلية الخدمة. ولكن تبقى هذه الممارسات جزءًا من محاولة شركات الطيران لضمان راحة الركاب وتوفير تجربة سفر خالية من القلق.