حذّرت دراسة علمية حديثة من أن الاستهلاك اليومي للمشروبات المحلاة بالسكر قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الفم، حيث أظهرت النتائج أن تناول علبة واحدة يوميًا من هذه المشروبات قد يرفع احتمالية الإصابة بالمرض بمعدل خمسة أضعاف مقارنة بمن يستهلكونها بشكل نادر.
رابط بين المشروبات السكرية وسرطان الفم
الدراسة، التي أجراها علماء أمريكيون، استندت إلى تحليل بيانات أكثر من 160 ألف امرأة، وكشفت أن اللواتي يستهلكن المشروبات السكرية بانتظام أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم مقارنة بمن يتناولنها بشكل متقطع.
وأفاد الباحثون بأن هذه النتائج قد تساعد في تفسير الارتفاع غير المبرر في معدلات الإصابة بسرطان الفم خلال السنوات الأخيرة، خاصة بين النساء، كما دعوا إلى ضرورة الحد من استهلاك السكر في الأنظمة الغذائية الحديثة.
آلية الدراسة والنتائج
لم تذكر الدراسة العلامات التجارية المحددة للمشروبات الغازية، لكنها شملت المشروبات الغازية المحلاة، وعصائر الليمون، والشاي المثلج واستندت البيانات إلى استطلاعات أجريت كل أربع سنوات، حيث سُئلت المشاركات عن عدد المشروبات السكرية التي يتناولنها شهريًا.
وأظهرت النتائج أن النساء اللواتي كنّ يستهلكن مشروبًا سكريًا واحدًا على الأقل يوميًا، كنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم بمقدار خمسة أضعاف مقارنة بمن يستهلكن أقل من علبة واحدة شهريًا.
مخاطر إضافية ومحددات الدراسة
الغريب في النتائج أنها أظهرت أن هذا الخطر المرتفع استمر حتى لدى النساء غير المدخنات أو اللواتي لا يشربن الكحول بانتظام، وهما عاملان معروفان بزيادة احتمالية الإصابة بسرطان الفم.
وشملت العينة نحو 20 ألف امرأة يستهلكن أكثر من مشروب سكري واحد يوميًا، بينما لم تأخذ الدراسة في الاعتبار المشروبات التي تحتوي على بدائل السكر مثل المحليات الصناعية.
كيف تؤثر المشروبات السكرية على الفم؟
رغم أن العلماء لم يحددوا بشكل دقيق كيفية تأثير المشروبات السكرية على خطر الإصابة بسرطان الفم، فإنهم طرحوا عدة فرضيات، منها:
احتواء هذه المشروبات على شراب الذرة عالي الفركتوز، الذي يرتبط بأمراض اللثة.
اضطراب التوازن البكتيري في الفم نتيجة تراكم السكر، مما يؤدي إلى التهابات قد تسبب تغيرات في الخلايا الفموية وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
ارتفاع عالمي في معدلات الإصابة بسرطان الفم
تشير الإحصائيات إلى أن هناك ارتفاعًا غير مبرر عالميًا في حالات سرطان الفم، حتى بين غير المدخنين ويرجح بعض الباحثين أن يكون فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، الذي ينتقل عبر الجنس الفموي، أحد الأسباب المحتملة، لكن السبب الدقيق لا يزال غير معروف تمامًا.
وأكد الباحثون أنهم بصدد إجراء دراسة موسعة تشمل مجموعة أكبر من الأشخاص، بما في ذلك الرجال، للتحقق من صحة النتائج، حيث أن الدراسة الحالية اقتصرت على النساء فقط.
أعراض سرطان الفم وعوامل الخطر
يُنصح الأشخاص الذين يعانون من قرح فموية لا تلتئم في غضون ثلاثة أسابيع، أو تكتلات وتورمات غير طبيعية، أو بقع حمراء أو بيضاء في الفم، أو صعوبة في البلع والتهاب مستمر في الحلق، بمراجعة الطبيب، إذ قد تكون هذه الأعراض مؤشرًا مبكرًا على سرطان الفم.
الإحصائيات والتحذيرات الصحية
يتم تسجيل حوالي 12 ألف حالة إصابة بسرطان الفم والحلق سنويًا في المملكة المتحدة.
70% من هذه الحالات مرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري، وفقًا لمؤسسة أبحاث السرطان البريطانية.
في عام 2023، فقد 3637 شخصًا حياتهم بسبب سرطان الفم في المملكة المتحدة، بزيادة 61% خلال العقد الأخير.