في ميدان التربية والتعليم كثيرا ما يعترض المصححون على ردود غير مألوفة يخطها التلاميذ في أوراق الامتحانات حيث تبرز إجابات تتجاوز نطاق الفكر التقليدي، وتعكس نمطا ذهنيًا يتسم بالابتكار غير النمطي وبينما يعتبر البعض هذه الأجوبة دليلا على الذكاء الحدسي فإن آخرين يرونها مجرد محاولة للالتفاف على السؤال، وإيجاد منفذ للخروج من مأزق الجهل بالمعلومة المطلوبة.
نماذج من الأجوبة غير المتوقعة
في أحد الامتحانات العلمية حينما طُلب من أحد التلاميذ تبرير دوران الأرض حول الشمس كتب لأن الشمس تأنف من الالتفاف حول الأرض مما وضع المصحح أمام إشكالية التفريق بين السخرية، والاستنتاج أما في اختبار رياضيات معقد فقد أجاب أحدهم على مسألة صعبة بقوله حل هذه المعادلة سيقودني إلى انهيار عقلي، وهذه الأجوبة وإن كانت تفتقر للدقة الأكاديمية فإنها تكشف عن تفكير حدسي يتمرد على النمطية ويبحث عن مسارات غير تقليدية للإجابة.
هل تعكس هذه الأجوبة عبقرية فطرية أم تنصلا من المعرفة
يرى بعض الباحثين أن هذه الظاهرة تعكس تفكيرا متحررا من القيود المنهجية مما يستدعي صقل هذا الذكاء العفوي وتوجيهه نحو أطر أكثر إنتاجية بينما يرى آخرون أن هذه الأجوبة ليست سوى انعكاس لعدم التحضير الجيد، ومحاولة لتجنب بذل الجهد المطلوب لذا ينبغي على المربين التمييز بين الذكاء غير المألوف، والتهرب من التعلم لضمان تحقيق التوازن بين تحفيز الإبداع وترسيخ المعايير التعليمية.