من الطبيعي أن يتساءل بعضنا: لماذا لا يتم تزويد ركاب الطائرة بمظلات لاستخدامها في حالة حدوث طارئ، قد يبدو للوهلة الأولى أن الفكرة بسيطة وعملية، وربما قادرة على إنقاذ الأرواح، لكن الحقيقة أن الأمر أعقد بكثير مما نتخيل، ويتعلق بعوامل علمية وتقنية تمنع تنفيذ هذه الفكرة على أرض الواقع.
العوائق التقنية: الهواء ليس كما تظن
الطائرات التجارية تحلّق على ارتفاعات تصل إلى 35 ألف قدم، وفي هذه الطبقات من الغلاف الجوي تكون كمية الأوكسجين منخفضة بشكل لا يسمح بالتنفس الطبيعي، إضافة لذلك، اختلاف الضغط الكبير بين داخل الطائرة وخارجها يمكن أن يؤدي إلى إصابات جسيمة في حال فتح الأبواب أو القفز المفاجئ، كما أن سرعة الطائرة العالية جدًا تجعل من القفز شبه مستحيل من الناحية الفيزيائية.
متى تحدث الحوادث؟ الإجابة ستفاجئك
تشير الإحصائيات إلى أن أغلب حوادث الطائرات لا تحدث أثناء التحليق في الأجواء المرتفعة، بل غالبا أثناء الإقلاع أو الهبوط، أي عندما تكون الطائرة قريبة من الأرض، وفي هذه الحالات لا يكون استخدام المظلة فعالا أو ممكنًا، وفي اللحظات الحرجة، غالبًا ما يكون البقاء في المقاعد أكثر أمانًا من محاولة القف
التدافع خطر أكبر من الحادث نفسه
في حال توزيع المظلات فعليًا على الركاب، فهناك احتمال كبير أن يؤدي التدافع والارتباك إلى كارثة أكبر من الحادث نفسه، فتنظيم عملية القفز يتطلب تدريبًا عسكريًا ودقة عالية، وهي أمور غير متوفرة في بيئة ركاب مدنيين تحت ضغط شديد، لذلك يُفضل في معظم الحالات الالتزام بتعليمات السلامة وانتظار توجيهات الطاقم.