المصريين في رعب .. كارثة بكل المقاييس انتشار زومبي الغزلان المتوحش هياكل الاخضر واليابس

في السنوات الأخيرة، انتشرت تقارير مثيرة حول ظهور ما يُعرف بـ”زومبي الغزلان”، وهو مصطلح إعلامي يصف حالة غريبة تصيب بعض الغزلان وتجعلها تتصرف بطريقة غير طبيعية. تبدو هذه الحيوانات وكأنها فقدت وعيها، تتجول بشكل غير منتظم، ولا تبدي خوفًا من البشر أو الحيوانات المفترسة. لكن هل نحن أمام وباء جديد يمكن أن ينتقل إلى البشر، أم أن الأمر مجرد تهويل إعلامي؟

السبب العلمي وراء الظاهرة

يعود السبب الرئيسي وراء هذه الظاهرة إلى مرض يُعرف باسم “المرض الهزال المزمن” (Chronic Wasting Disease – CWD)، وهو اضطراب عصبي قاتل يصيب الغزلان والأيائل وبعض أنواع الظباء. هذا المرض ينتمي إلى مجموعة الأمراض البريونية، وهي نفس الفئة التي تشمل مرض جنون البقر.

يؤثر CWD على الجهاز العصبي للحيوانات المصابة، حيث يتسبب في تلف الدماغ تدريجيًا، مما يؤدي إلى فقدان القدرة على الحركة الطبيعية، والسلوك غير المعتاد، ونقص الوزن الحاد، وسيلان اللعاب، وأحيانًا العدوانية. هذه الأعراض هي التي جعلت البعض يطلق على الحيوانات المصابة اسم “زومبي الغزلان”.

هل يشكل خطرًا على البشر؟

حتى الآن، لم تُسجل أي حالات انتقال للمرض إلى البشر، ولكن العلماء لا يستبعدون هذا الاحتمال بعض الأبحاث تشير إلى أن البريونات، وهي البروتينات المشوهة المسببة للمرض، قد يكون لها القدرة على التحور وإصابة البشر في ظروف معينة، كما حدث مع مرض جنون البقر. لذلك، تحذر السلطات الصحية في بعض الدول من استهلاك لحوم الغزلان المصابة، خاصة في المناطق التي تم رصد المرض فيها.

الانتشار والمخاوف المستقبلية

تم اكتشاف المرض لأول مرة في الولايات المتحدة في الستينيات، ولكنه انتشر منذ ذلك الحين إلى مناطق مختلفة حول العالم، بما في ذلك كندا وأوروبا وآسيا القلق الحقيقي يكمن في عدم وجود علاج أو لقاح فعال للمرض، مما يجعله تهديدًا طويل الأمد للحياة البرية.

بعض العلماء يعتقدون أن استمرار انتشار المرض دون رقابة قد يؤدي إلى اضطراب في التوازن البيئي، خاصة إذا بدأ في إصابة أعداد كبيرة من الحيوانات البرية، مما يؤثر بدوره على السلسلة الغذائية والنظم البيئية المحلية.

ماذا بعد؟

في ظل غياب علاج فعال، يركز الباحثون على أساليب الوقاية، مثل مراقبة المناطق المصابة، وحظر نقل الغزلان من منطقة إلى أخرى، وتشجيع الصيادين على فحص اللحوم قبل استهلاكها.

ورغم أن مصطلح “زومبي الغزلان” يبدو وكأنه مأخوذ من أفلام الرعب، إلا أن الواقع العلمي يؤكد أن هذا المرض يمثل مشكلة بيئية حقيقية تستحق الاهتمام. ربما لا يكون هناك اجتياح وشيك للزومبي كما في الأفلام، لكنه تذكير بأن الطبيعة لا تزال مليئة بالألغاز التي لم نفك رموزها بعد!