حسم الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، الجدل المثار حول جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا بدلاً من الحبوب والأطعمة المنصوص عليها في الأحاديث النبوية، وهو ما نكشف عنه لكم من خلال موقعنا فى السطور التالية بشكل تفصيلي.
هل إخراج زكاة الفطر مالا يبطلها؟
أكد العالم الأزهري أن إخراجها مالا لا يبطلها، بل قد يكون أكثر تحقيقًا للمقصد الشرعي، موضحاً أن القياس على زكاة المال يجيز دفع القيمة، مستشهدًا بما فعله الصحابي معاذ بن جبل عندما طلب من أهل اليمن دفع زكاتهم على هيئة ملابس بدلاً من الحبوب، لتكون أنفع للمهاجرين في المدينة، وهو ما يعكس مبدأ التيسير وتحقيق المصلحة.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي من زكاة الفطر هو إغناء الفقراء والمساكين يوم العيد، وليس بالضرورة إخراجها من الحبوب، مؤكدًا أن المال قد يكون أكثر نفعًا لهم لتأمين احتياجاتهم المختلفة، استنادًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم”.
كما أن الأعيان المذكورة في الأحاديث لم تكن مقصودة لذاتها، وإنما لأنها كانت المتوفرة في ذلك العصر، مشيرًا إلى قول السرخسي في المبسوط :(وإنما نص عليها لأنها كانت الموجودة في عهده صلى الله عليه وسلم ولو وجد غيرها لعينها)، مما يجعل إخراج الزكاة نقدًا أكثر تماشيًا مع متطلبات العصر واحتياجات الفقراء.
واختتم لاشين فتواه بالتأكيد على أن إخراج زكاة الفطر مالًا ليس فقط جائزًا، بل قد يكون أحيانًا أولى لتحقيق الحكمة من المشروع، داعيًا إلى مراعاة المصلحة الحقيقية للمحتاجين.