سد النهضة الإثيوبي، المعروف سابقا بسد الألفية، يعتبر من أبرز المشاريع التنموية في إفريقيا، حيث يشيد على النيل الأزرق في إقليم بنيشنقول-قماز، على بعد نحو 15 كيلومترا شرق الحدود الإثيوبية السودانية، يهدف هذا السد إلى توليد الكهرباء لتعويض النقص الحاد في الطاقة في إثيوبيا وتصدير الكهرباء إلى البلدان المجاورة.
أهمية السد ومواصفاته الفنية
يعد سد النهضة أكبر محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا، بقدرة تصل إلى 6,000 ميغاواط يضم السد 15 وحدة كهربائية، منها 10 في الضفة الغربية للنيل الأزرق و5 في الضفة الشرقية، وتبلغ قدرة كل وحدة حوالي 350 ميغاواط، تقدر سعة خزان السد بحوالي 63 مليار متر مكعب، مما يجعله واحدا من أكبر الخزانات في القارة الإفريقية.
التطورات الأخيرة
- في تصريح حديث، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أن بلاده تعتزم تدشين سد النهضة خلال الأشهر الستة المقبلة، مؤكدا أن السد سيضمن تدفق المياه على مدار العام بعد اكتماله ولن يلحق ضررا بدولتي المصب، مصر والسودان.
- في المقابل، أكدت وزارة الخارجية المصرية أن ملف سد النهضة لم يتم تجميده، بل تتم مناقشته مع الشركاء الدوليين وأشار مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان، ياسر سرور، إلى أن التحركات الدبلوماسية المصرية مستمرة لشرح القضية من الناحيتين الفنية والسياسية، كونها قضية وجودية بالنسبة لمصر وشعبها.
التحديات والآفاق المستقبلية
مع اقتراب موعد تشغيل سد النهضة، تبرز تحديات تتعلق بإدارة الموارد المائية وضمان حقوق دول المصب في مياه النيل، تتطلب هذه المرحلة تعزيز الحوار والتعاون بين الدول الثلاث للوصول إلى اتفاق يضمن تحقيق الفوائد المشتركة وتفادي الأضرار المحتملة، يعتبر النيل شريان حياة لملايين السكان في مصر والسودان، وأي تغيير في تدفقه قد يؤثر على الزراعة والصناعة ومياه الشرب.