اعرف زكاة المال… من يجوز إعطاؤهم ومن لا يجوز وفقًا للفتاوى الشرعية

زكاة المال من أهم الفرائض الإسلامية التي تُعنى بتحقيق التكافل الاجتماعي وتطهير مال المسلم. ومع اقتراب مواسم الزكاة، يبحث الكثيرون عن الأحكام الشرعية المتعلقة بها، خاصة فيما يتعلق بالأشخاص الذين يجوز أو لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال. وفي هذا الصدد، كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن أحكام هامة تهم قطاعًا كبيرًا من الناس، تتعلق ببيان الأقارب الذين لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال.

من لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال

أوضحت لجنة الفتاوى الإلكترونية بمركز الأزهر العالمي للفتوى أن هناك فئات محددة من الأقارب لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال، وهم الأشخاص الذين يلتزم المزكي بالإنفاق عليهم شرعًا. وتشمل هذه الفئات:

1. الوالدان: لا يجوز إعطاء الزكاة للوالدين، سواء كانا في حاجة مالية أم لا، لأن نفقتهم واجبة على الأبناء.

2. الأجداد: يشمل هذا الحكم الأجداد أيضًا، حيث يعتبرون من الأصول الذين يجب على الأبناء والأحفاد الإنفاق عليهم.

3. الفروع (الأولاد وأولادهم): لا يجوز إعطاء الزكاة للأبناء أو أحفادهم، لأن نفقتهم واجبة على الآباء.

وأشارت اللجنة في بيانها الذي نشرته عبر الصفحة الرسمية للمركز على فيسبوك إلى أن هذه الفئات لا تدخل ضمن مصارف الزكاة الشرعية، لأن الإنفاق عليهم واجب من أصل المال وليس من مال الزكاة.

حكم إعطاء الزكاة للإخوة والأخوات

أما بالنسبة للإخوة والأخوات، فقد بينت اللجنة أنه يجوز إعطاؤهم من زكاة المال في حال كانوا من الفئات المستحقة للزكاة، مثل الفقراء أو المساكين، بشرط ألا يكون المزكي ملزمًا بالإنفاق عليهم. فإذا كان الأخ أو الأخت في حاجة مالية ولا يلتزم المزكي بالإنفاق عليهم، فيجوز إعطاؤهم من الزكاة.

هل تجوز الزكاة للزوجة؟

وفي سياق متصل، تناول الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حكم إعطاء الزكاة للزوجة. وأوضح في لقاء سابق له، أن الزوجة لا تجوز لها الزكاة، حتى وإن كانت في حاجة مالية. وأكد أن نفقة الزوجة واجبة على الزوج من أصل ماله، وليس من مال الزكاة.

وقال الشيخ إبراهيم: “إذا كانت الزوجة في حاجة، يجب على الزوج أن ينفق عليها من ماله الخاص، ولا يجوز أن يعطيها من زكاة ماله، لأن الزكاة مُخصصة للفقراء والمساكين وغيرهم من مصارف الزكاة الشرعية”.

مصارف الزكاة الثمانية

أما عن مصارف الزكاة الشرعية، فقد حددتها الآية الكريمة في سورة التوبة (الآية 60)، حيث قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾. وهذه المصارف هي:

1. الفقراء: الذين لا يملكون ما يكفيهم للعيش.

2. المساكين: الذين يعانون من ضيق الحال ولكنهم لا يسألون الناس.

3. العاملون على الزكاة: الذين يجمعون ويوزعون الزكاة.

4. المؤلفة قلوبهم: الذين يُراد تأليف قلوبهم للإسلام أو لتقوية إيمانهم.

5. في الرقاب: لفك رقاب العبيد أو الأسرى.

6. الغارمون: المدينون الذين لا يستطيعون سداد ديونهم.

7. في سبيل الله: للمجاهدين في سبيل الله.

8. ابن السبيل: المسافر الذي انقطع به السفر وليس لديه ما يكفيه للعودة.