“ظاهرة غريبة حيرت علماء العالم”… لماذا لا تسقط الطيور عن الأغصان أثناء نومها؟….” العالم كله هيموت ويعرفها”!!!

ربما مررت ذات يوم تحت شجرة في وقت الفجر، ولاحظت طائرًا صغيرًا نائمًا على غصن، قابضًا عليه بمخالبه بكل ثبات دون أن يسقط، وربما تساءلت كيف يمكن لهذه الكائنات الرقيقة أن تنام بهذا الشكل دون أن تفقد توازنها، أو تتعرض للسقوط، وهل تنام الطيور مثل البشر؟ في السطور التالية، نغوص في عالم الطيور ونكشف كيف يعمل جسدها أثناء النوم بطرق مدهشة وعجيبة.

نمط نوم فريد: يقظة ونوم في آن واحد

على عكس البشر، لا تدخل الطيور في نوم عميق ومستمر، بل تلجأ إلى غفوات قصيرة ومتكررة، والأغرب أن بعض الطيور يمكنها أن تنام بنصف دماغ فقط، بينما يبقى النصف الآخر مستيقظًا، وهو ما يُعرف بـ”النوم أحادي النصف الدماغي”، هذه الميزة تتيح للطائر أن يراقب محيطه ويتفادى المفترسات، حتى خلال نومه.

وما يُلاحظ أن العين المفتوحة تكون دائمًا متصلة بالنصف النشط من الدماغ، لذلك إذا رأيت طائرًا نائمًا بعين واحدة مفتوحة، فاعلم أن النصف المقابل من دماغه ما زال متيقظًا.

f4a0d476f513de19371b669c42cebe83 780x470 1280x720 4

الآلية العجيبة لإمساك الأغصان أثناء النوم

ربما تكون الآلية الأروع في نوم الطيور هي قدرة أرجلها على الإمساك بالغصن دون تدخل إرادي، فبمجرد أن يقف الطائر ويثني قدميه، تنقبض الأوتار تلقائيًا، مما يُغلق المخالب حول الغصن بإحكام. هذه العملية ميكانيكية بالكامل، ولا تحتاج إلى مجهود من الدماغ، وتستمر حتى يفرد الطائر ساقه من جديد، السطح الخشن للأوتار يسهم في تعزيز التماسك، ما يجعل السقوط مستحيلًا تقريبًا أثناء النوم.

وهذه الآلية لا تفيد فقط في النوم، بل أيضًا تساعد الطيور الجارحة في حمل فرائسها، وتساعد الببغاوات على التعلق رأسًا على عقب، وتمنح الطيور المائية القدرة على الوقوف بثبات على سطح الماء.

استثناءات نادرة: ماذا عن الزرزور الأوروبي؟

رغم شيوع هذه الآلية بين أغلب الطيور، إلا أن دراسة أجريت عام 2012 كشفت أن طائر الزرزور الأوروبي لا يعتمد على هذه الطريقة، فقد لاحظ العلماء أن هذا الطائر لا يثني ساقيه بما يكفي لتفعيل آلية القفل، بل يعتمد على التوازن الدقيق فوق مركز قدميه، وعندما تم تخدير هذه الطيور، لم تستطع التماسك وسقطت، ما يشير إلى أن بعض الطيور تعتمد على آليات مختلفة أكثر تعقيدًا مما كنا نتصور.

عالم الطيور: توازن بين الغريزة والهندسة الدقيقة

ما يبدو بسيطًا من الخارج، يخفي داخله منظومة فيزيولوجية غاية في الدقة، فبين القدرة على النوم بنصف دماغ، وآلية إمساك الأغصان بشكل تلقائي، تتجلى عبقرية التصميم البيولوجي للطائر، إنها واحدة من آلاف الأسرار التي يحملها عالم الطيور، وتدعونا دومًا للتأمل في تفاصيله المدهشة.