في عالم السفر الجوي، قد يراودنا أحيانًا سؤال يبدو منطقيًا، لماذا لا توزع شركات الطيران مظلات على الركاب تحسّبًا لأي هبوط اضطراري، فكرة تبدو بسيطة في الظاهر، لكنها معقدة جدًا من الناحية العملية، ولهذا السبب تحديدًا لا تُطبق في الواقع.
أسباب عدم توزيع المظلات على الركاب
رغم أن القفز بالمظلة يبدو وسيلة نجاة فعالة، إلا أن تطبيقه على متن طائرة ركاب مستحيل تقنيًا ولوجستيًا للأسباب التالية:
1. السرعة والضغط الجوي:
الطائرة تحلق على ارتفاعات عالية بسرعة هائلة، وأي محاولة قفز تعرض الراكب لصدمات جسدية عنيفة، فضلا عن الاختلاف الكبير في الضغط بين داخل الطائرة وخارجها.
2. نقص الأوكسجين:
في تلك الطبقات المرتفعة، نسبة الأوكسجين منخفضة جدًا، وقد يفقد الراكب وعيه فور خروجه من الطائرة.
3. معظم الحوادث تحدث على ارتفاعات منخفضة:
بحسب الإحصاءات، غالبية الحوادث تحدث أثناء الإقلاع أو الهبوط، أي في مراحل لا تسمح باستخدام المظلة أساسًا.
4. خطورة التدافع والذعر:
فتح باب الطائرة سيؤدي إلى فوضى بين الركاب، ما قد يسبب إصابات أكثر من الحادث ذاته، لذا يُفضل البقاء في المقاعد وانتظار تعليمات الطاقم.
ما سبب رش الطائرات بالماء عند الهبوط؟
ربما شاهدت من قبل طائرة تهبط وسط قوس من الماء يُطلق من سيارات الإطفاء، وهو مشهد مميز جدًا، لكن ما القصة خلف هذا التقليد؟
ما هي تحية المياه؟
تُعرف باسم Water Cannon Salute، وهي طقس احتفالي يُستخدم في المطارات حول العالم، يُقام عبر رش الماء من سيارتي إطفاء تقفان على جانبي ممر الطائرات لتشكيل قوس مائي تمر تحته الطائرة.
الأصل البحري لهذا التقليد
يُعتقد أن هذا التقليد مستوحى من عالم السفن، حيث كانت تُستقبل السفن العملاقة بقوس مائي عند بدء أولى رحلاتها أو دخولها ميناء جديد، ولاحقًا نُقل هذا الطقس إلى مجال الطيران في التسعينيات، وتحديدًا في مطار “سولت ليك سيتي” الأمريكي عند وداع الطيارين المتقاعدين.
متى تُستخدم تحية المياه؟
- عند وصول شركة طيران جديدة إلى مطار معين.
- للاحتفال بـ رحلة أولى لطراز جديد من الطائرات.
- في الرحلة الأخيرة لكابتن متقاعد.
- عند استقبال فرق رياضية أو شخصيات بارزة.
- أو وداع طائرة تجارية تُغادر آخر مرة من مطار معين.
تحية المياه تُعد من اللحظات المؤثرة في عالم الطيران، وتُجسد روح الاحترام والاحتفال بطريقة راقية وجذابة.