بلوغ سن الستين لا يعني نهاية الطريق، بل هو بداية لمرحلة يستحق فيها العامل راحة وأمانًا بعد سنوات طويلة من الجهد والعطاء ومع دخول هذه المرحلة، تبرز أهمية معرفة الحقوق القانونية التي تكفلها الدولة، خاصة فيما يتعلق بإنهاء الخدمة، وصرف المستحقات، والارتباط بقانون التأمينات الجديد، لضمان تقاعد كريم ومستقر لكل من خدم سوق العمل بإخلاص.
حقوقك بعد التقاعد: ماذا ينتظرك عند بلوغ سن الستين؟
بلوغ سن الستين لم يعد يُنظر إليه كنهاية المطاف، بل هو بداية جديدة لعامل أفنى سنوات عمره في خدمة وظيفته، ويستحق في هذه المرحلة أن يجني ثمار جهوده الطويلة. ولذلك، حرصت الدولة المصرية من خلال التشريعات الحالية على ضمان حقوق العاملين بعد التقاعد، وتقديم إطار قانوني واضح ينظم انتهاء العلاقة الوظيفية وضمان الاستقرار المادي للمتقاعدين.
انتهاء عقد العمل عند سن التقاعد
وفقًا لما نص عليه قانون العمل المصري، يجوز لصاحب العمل إنهاء عقد العامل عندما يبلغ سن الستين، بشرط أساسي وهو صرف كافة مستحقاته المالية بشكل فوري ودون أي انتقاص. أما في حال كان عقد العمل محدد المدة، فيُستكمل حتى نهاية مدته، حتى إذا تجاوز العامل السن القانوني للتقاعد. كما يمكن أن يستمر العامل في أداء مهامه بعد هذا السن باتفاق الطرفين، خاصة إذا كانت خبرته من النوع النادر أو المهارات التي يصعب الاستغناء عنها.
قانون التأمينات ورفع سن المعاش تدريجيًا
صدر قانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات رقم 148 لسنة 2019، متضمنًا تعديلًا هامًا يقضي برفع سن المعاش بشكل تدريجي ليصل إلى 65 عامًا بحلول عام 2040. يهدف هذا القرار إلى تعزيز استدامة منظومة التأمينات الاجتماعية وضمان تمويلها على المدى الطويل، خاصة مع ارتفاع متوسط الأعمار وتغير أنماط سوق العمل.
مكافأة نهاية الخدمة: حق لا يُمس
نص القانون صراحة على أحقية العامل في الحصول على مكافأة نهاية الخدمة عند التقاعد، ويتم احتسابها على أساس آخر راتب شهري تقاضاه العامل، وعدد سنوات خدمته الفعلية. وتُعتبر هذه المكافأة تقديرًا ماديًا ومعنويًا لمن بذل عمره في خدمة المؤسسة أو الشركة التي عمل بها.