ليلة القدر هي أعظم ليلة في السنة، وهي فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة كل عام، حيث تتنزل فيها الملائكة والروح بأمر الله، ويُكتب فيها مقادير العباد للعام المقبل. عبادة هذه الليلة تساوي عبادة 1000 شهر، أي أكثر من 83 سنة من الطاعات، كما قال الله تعالى:
“لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ” (القدر: 3).
لهذا، فإن إدراك ليلة القدر والعمل فيها من أعظم النعم التي يمكن أن يمنحها الله لعباده، فهي الفرصة التي لا تعوض لمحو الذنوب وزيادة الحسنات والتقرب من الله.
فضل ليلة القدر في السنة النبوية
جاءت أحاديث النبي ﷺ لتؤكد فضل هذه الليلة العظيمة، ومن ذلك:
- قال ﷺ: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه).
- وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ماذا أقول فيها؟”، قال: “قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” (رواه الترمذي).
هذه الأحاديث تبين لنا أن ليلة القدر فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب، وأن الدعاء فيها مستجاب، لذا يجب علينا أن نغتنمها بأفضل الأعمال.
علامات ليلة القدر
ليلة القدر ليست معروفة بيوم محدد، لكنها تقع في العشر الأواخر من رمضان، خاصة في الليالي الفردية (ليلة 21، 23، 25، 27، 29). وقد أخبرنا النبي ﷺ ببعض علاماتها، ومنها:
- السماء تكون صافية، لا حارة ولا باردة.
- القمر يكون مثل شق جفنة (نصف طبق).
- الشمس في صباحها تكون بيضاء بلا شعاع.
- الرياح تكون ساكنة، والجو يكون هادئًا ومريحًا.
- يشعر المؤمن بالطمأنينة وانشراح الصدر.
كيف نغتنم ليلة القدر؟
لتحقيق أعظم الأجر في هذه الليلة، يجب علينا:
- إقامة الصلاة بخشوع، خاصة صلاة التهجد والوتر.
- الإكثار من الدعاء، خصوصًا بـ: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”.
- تلاوة القرآن الكريم، والتدبر في معانيه.
- الاستغفار والتوبة الصادقة.
- الصدقة، فهي من أعظم القربات التي تضاعف الأجر.
“عبادة بـ 1000 شهر في ميزانك”
إذا كنت تبحث عن فرصة لمحو الذنوب وزيادة الحسنات، فليلة القدر هي أعظم فرصة، لأن العبادة فيها تعادل 83 سنة من الطاعات. لا تضيع هذه الفرصة التي لا تعوض، واجتهد في العشر الأواخر، فمن أدركها فقد فاز بخير الدنيا والآخرة!