يستمتع العديد من الأشخاص بتناول الأطعمة الحارة ويجدون متعة كبيرة في تحدي تحمّل المذاقات الحارة والمركزة في الأطباق والصلصات، إذ يعشق الكثيرون تجربة نكهات حارة تضاف إلى الأطعمة التي يتناولونها، حيث تكون هذه الأطعمة بمثابة مصدر لذة لهم ويشعرون برغبة دائمة في تناولها، ولكن هل تعتبر هذه العادة مفيدة للصحة؟ الإجابة قد تكون أكثر تعقيدًا مما نتوقع، حيث تكشف بعض الدراسات والملاحظات الطبية عن أن هذه الأطعمة الحارة قد يكون لها آثار سلبية على صحة الجسم بشكل عام وخاصةً على الجهاز الهضمي والصحة النفسية.
تحذير من تناول الأطعمة الحارة
وفقًا لما ذكرته أميرة شاه الرئيسة التنفيذية ومديرة شركة متروبوليس للرعاية الصحية، فإن تناول الأطعمة الحارة قد يتسبب في مشاكل صحية عديدة أبرزها تأثيرها السلبي على الدماغ والصحة النفسية.
وفي تصريح لها أوضحت أميرة أن الأطعمة الحارة لا تقتصر أضرارها على الأمعاء فقط بل قد تؤدي إلى مضاعفات أخرى تؤثر على الدماغ مما قد يشكل خطرًا على الصحة العامة.
وأكدت أن تناول الطعام الحار قد يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي ومنها الثقوب في بطانة الأمعاء بسبب تفاعل الأطعمة الحارة مع الجدران الداخلية للأمعاء.
وأوضحت أميرة شاه أن الأطعمة الحارة بفضل تأثيراتها القوية تؤدي إلى “حرق” الأمعاء مما يسبب تلفًا في الأنسجة وتهيّجًا كبيرًا، مضيفة بأن هذا الضرر يمكن أن يتسبب في تسرب البكتيريا من الأمعاء إلى الدماغ وذلك بسبب الروابط العصبية المتعددة التي تربط الأمعاء بالدماغ فالأمعاء ليست مجرد جزء منفصل من الجسم، بل هي جزء متكامل مع الدماغ عبر مسارات عصبية معقدة وعندما تحدث أي اضطرابات في الأمعاء فإنها تؤثر بشكل غير مباشر على الصحة النفسية.
واستطردت أميرة في شرحها قائلة: “تنتقل البكتيريا من الأمعاء إلى الدماغ مما يؤدي إلى حدوث مشاكل في الصحة النفسية مثل التوتر والقلق والاكتئاب وذلك نتيجة لهذه العلاقة المعقدة بين الأمعاء والدماغ”.
وأشارت إلى أن هذا الأمر يمكن أن يفاقم الوضع بالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطرابات هضمية أو صحية أخرى مما يعزز أهمية الوعي بتأثير الأطعمة الحارة على الجسم بشكل عام.
وأضافت أميرة أيضًا قائلة: “عند النظر إلى جسم الإنسان بشكل شامل يجب أن ندرك أنه ليس مجرد مجموعة من الأعضاء المنفصلة بل هو كائن حي يعمل بشكل تكاملي للبحث عن التوازن الداخلي كل عضو في الجسم يسعى ليعيش في بيئة صحية تتناغم مع بقية الأعضاء وعندما نمارس عادات غذائية مفرطة أو متطرفة فإن ذلك قد يتسبب في إحداث خلل في التوازن الطبيعي للجسم” وأكدت أن التوازن في تناول الطعام والعناية بالجهاز الهضمي أمر ضروري للحفاظ على صحة جيدة على المدى الطويل.